حسام فوزي جبر يكتب: ألا لعنة الله عليهم

بإسمك اللهم أبطل كل سحر مأكول أو مشروب أو معقود أو مرشوش، بإسمك اللهم أبطل كل سحر مدفون عند بيوتنا و بيوت المسلمین وتحت الأعتاب، بإسمك اللهم أبطل كل سحر مدفون فى القبور أو منثور أو مشموم فى عطر او بخور، بإسمك اللهم أبطل كل سحر بحروف او ارقام او جداول بدم مكتوب، اللهم ابطل كل سحر من شمس المعارف ولطائف العوارف کتبوه ونقلوه، اللهم بقدرتك وعزتك وجلالك بإسمك الأعظم الذي إذا سُألت به أجبت ابطل كل سحر ومس حسد حل بنا وبأولادنا وبذرياتنا واهدي قلوب قومٍ كافرين.

خلال الفترة الماضية دشن العديد من الشباب من كافة محافظات مصر عدة مبادرات لتنظيف المقابر من أعمال السحر والشعوذة، والذين وجدوها بجوار وداخل المقابر ذاتها، كمكان بعيد عن أعين البشر حتى لا يعثر عليها أحد، حيث يرسخ في اعتقاد القائمين على تلك الأعمال السلفية والشعوذة، أن يظل المستهدفون يعانون أشد ألوان العذاب تحت تأثيرها، يفعلون هذة الاعمال ضد الناس ويتجاهلون رب كل الناس المطلع علي ما يفعلون الذي لا يغفل ولا ينام وان مروا بهذا الحرم في الدنيا فلن يمرون به في الآخرة فقد تنفننوا في إيذاء الناس والايقاع بهم في براثن السحر مستعينين بشياطينهم ونحن نعوذ بالله منهم ومن شياطينهم وافعالهم.

منذ عدة شهور رافقت احدي هذة الحملات داخل مقابر احدي مدن الدلتا إستوقفتني عدة صور، وجلست أقرأ المكتوب عليهم في ذهول فهي صورة لفتاة شابة جميلة، ويبدو أن أحد الأقارب أو الجيران يكرهون أهلها كرها شديدًا، لدرجة أنهم صنعوا هذا السحر بمعونة ساحر كافر فاجر مكتوب عليها "الدم والهم والنكد والوجع والموت والفراق" واشياء اخري لم افهمها طلاسم لا يفهمها الا شياطين الإنس من السحرة، الذين هم وقود جهنم إن شاء الله، وصورة اخري لرجل وسيدة بملابس الزفاف كُتب عليها عبارات بالفراق ومنع الذرية والخراب وعليها قفل وعرائس ودمي وعظام، أفعال وأشياء لاناس استحوذ الشيطان عليهم فأنساهم ذكر الله وفكروا في الدنيا وتناسوا الآخرة 

فما بين كوارثنا الاجتماعية العديدة تعود إلي الظهور هذة الكارثة التي تهدد الجميع دون تفريق ودعونا مرة نقاوم ولا نضع رؤسنا في الرمال فما شاهدته وغيري الكثيرين من هذة الصور والنماذج آن الاوان ان نقاومها مهما كلفنا الامر فهذة مجرد نماذج لآلاف الأعمال السحرية الشيطانية التي تعرفها كل قرية ومنطقة شعبية وغير شعبية في وطننا الغالي المنكوب بشياطين الإنس، ظاهرة منتشرة بشكل مخيف شأنها شأن باقي الظواهر الكارثية التي لا مكان لها الا في مجتمع الجهل والفقر والتخلف وبكل أسف ينكرها بعض المثقفين خوفًا من مواجهتها او ربما لعدم قدرته علي المقاومة.

بكل اسف نحن أمام آلاف الأشخاص من الرجال والنساء قد كفروا بالله كفرًا بينًا بدليل لجوئهم لساحر كافر لإلحاق الضرر والأذى بالغير وايذاء نفوسًا بريئة مهما كان حجم الخلاف فلا ذنب يعادل أسر هذة النفوس مع تلك الشياطين، اري ان من تعمد إيذاء انسان بهذة الطريقة لا ضمير ولا وازع ولا مرجع له وليت القانون يُبيح قتله فأكون اول المتطوعين.

ففي القرن الواحد والعشرين وفي عصر القنوات والاقمار المفتوحة لدينا آلاف الكفار ممن امتهنوا السحر والشعوذة بدليل وجود تلك الصورة وغيرها من الأعمال التي يتم إخراجها من المقابر في مختلف أرجاء الوطن الغالي الذي هان فيه اشقائنا علينا نحن أمام طالب خدمة ومقدم خدمة، ليس هذا فقط، بل هناك قنوات فضائية لفك السحر علنًا وإعلانات صريحة لجذب الضحايا 

وأم جلمبو العالِمة الروحانية المغربية وابو كرتونة الروحاني الفلتة القادم من جزر الهولولو واسماء وشخصيات ابعد ما تكون عن الدين او المنطق ساعدنها بجهلنا علي تدشين سوق رائجة، وكما تعلمون لا مكان لهذه الممارسات والسلوكيات الحقيرة الا في مجتمع جاهل واري الجهل هو أعدى أعداء المجتمع والوطن فالجاهل لا تنتظر منه أي خير تجاه وطنه ومجتمعه واهله.

خلال بحثي وتفكيري ورؤيتي لهذة الأعمال الشيطانية طرأ علي بالي سؤال واحد اريد ان أوجهه لكل من لجأ ويلجأ للسحر والسحرة او ايًا ممن مارس السحر وأقول لهم أين من سبقوكم إلي الدار الاخرة إنهم مقبورون مسجورون وان شاء الله الى جهنم مساقون من رحمة ملك الملوك مطودين فهل تدركون حقا مصيركم المحتوم، اراكم شأنكم أيها الشياطين شأن من مارسوا التعذيب والتنكيل بالابرياء خلال عقود غابرة مرت وأين هم الآن أيضًا، وهل نفعهم من ظَلمُوا وبغوا من أجل إرضائهم لبلوغ منافع دنيوية رخيصة؟، جميعهم تراب في تراب، ينتظرون مصيرهم المشئوم المحتوم جزاء بما كانوا يعملون ألا لعنة الله عليهم لعنهم الله ولعنهم اللاعنون.

عزيزي القارئ اعلم ان هناك من لا يُحب الحديث في هذا  الموضوع ولكن دعونا نعرف قضيتنا لعلنا نتخلص منها فقضيتنا بل ومصيبتنا هي الجهل وغياب دولة القانون تلك الشياطين التي تحيا بيننا وتبث سمومها وتمارس الشر جهارًا نهارًا تحتاج وقفة حاسمة منا نحن أولًا ودعونا نسأل من يقوم بهذا الفعل الشنيع هل فقدت عقلك هل تجردت من دينك وتنازلت عنه هل كفرت بخالقك وعبدت شيطان؟ كيف تسول لك نفسك أن تلجأ لكافر فاجر من أجل الاضرار بمن تَكره هل فكرت كيف ستلقى الله ودعني أسألك من جديد أين من سبقوك بتلك الأعمال الشيطانية حتما ستُقبر وتلحق بهم وبئس المصير الا تعلم قول النبي "من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" وقوله "ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد" وقوله تبارك وتعالي "وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".

علي كل مواطن في كل قرية الذين يعرفون هؤلاء الشياطين الذين يمارسون السحر معرفة تامة ولا يحركون ساكنًا الابلاغ عنهم للجهات المعنية ومقاطعتهم مقاطعة نهائية وعزلهم ومن يعرف بأعمالهم ويتواصل معهم فهو شريك لهم في جرمهم بحق الابرياء وبحق المجتمع، وعلي مؤسسات الدولة المعنية حصر هؤلاء الشياطين الذين يمارسون اعمال السحر في مختلف قرانا ومدننا من الشمال إلي الجنوب فهل صعب الوصول اليهم اذا كان المواطن يصل إليهمًألن تصل لهم يد الدولة وبالله لن يُعارض أحد جمعهم ودفنهم أحياء ليستريح المجتمع من شرهم وكفرهم، ان الجهل وغياب الوازع الديني ويد الدولة المغلولة هو سر وجود وانتشار تلك الممارسات الحقيرة الكافرة والشيطانية لعن الله السحرة ومن يلجأ اليهم ومن يعينهم علي سحرهم ومن يتستر عليهم ومن يتقاعس عن القيام بدوره لبترهم وإقتلاع جذورهم .. ألا لعنة الله عليهم