الإثنين 03 يونيو 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

اللهم اهدى شباب المسلمين، اللهم ردهم إليك رداً جميلاً، اللهم ردهم إلى الدين ردًا جميلًا، اللهم أصلح حالهم واجعلهم حماة هذا الوطن، واجعلهم من عبادك الصالحين، اللهم من أراد شباب المسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميره، اللهم أعنا على أولادنا ولا تجعل مصيبتنا فيهم وردهم إليك ردًا جميلًا، اللهم أعنا على تربيتهم كما تحب وترضى.

لن يستطيع الفرد أبدًا أن يحب أحدًا أكثر من أولاده فهم فقط من يتمنى أن يكونوا أفضل منه ويفرح ويسعد بل ويعيش على ذلك، ونحن جميعًا نعيش دائمًا على أمل أن الشباب هم أساس هذه الأمة فهم رجال المستقبل هم أمل مفعم بالحيوية والنشاط والطموح، وكان للشباب دور كبير فى عز ورفعة الأمة الإسلامية وغيرها من الأمم، فكانوا مثالا للشباب التقى المؤمن.. شباب الجهاد شبابا اتبع الرسول، شبابا لا يخافون فى الله لومة لائم يصرخون فى وجه الكفر والفساد.. شبابا لا يرضون بأن تدنس حرمات الإسلام، شبابا ضحوا بحياتهم فى سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولكن هل شباب هذا العصر، يمثلون شباب العصور الأولى هل هم أحفاد أبى بكر وعمر وعثمان وعلى، شباب ربما يحملون أسماء رسل أو أسماء صحابة أو حتى أسماء ملائكة ولكن أين دينهم من أسمائهم؟ أين دينهم فى أخلاقهم وفى معاملاتهم؟ أين ثقافتهم واهتماماتهم.. شباب منهم نهاره ليل وليله نهار، شباب انهارت أخلاقه وكنا نحن السبب نعم نحن قبلهم فقد تركناهم لغيرنا ليربوهم لنا عن طريق وسائل عدة كوسائل الخراب الاجتماعى ودراما السبوبة.. تركناهم يرثون داخلهم مبادئ ليست لنا بل وشجعناهم على ممارسة أفعال همجية مماثلة لما تلقوه وصفقنا لهم، وشاركناهم فى أعمال هابطة تافهة أوصلتهم لأن يكونوا شبابا بلا هدف كل ما يحلمون به هو النجاح خلف شاشة موبايل أو جهاز لوحى محققًا مجموعة من المشاهدات المُربحة ماديًا المُهلكة أخلاقيًا الهادمة اجتماعيًا، بل أفعال أوصلتهم لجرائم الانتحار والخطف والهرب، جرائم تحرق قلوب الأهالى وتُحزن المجتمع، وتجعلنا نُصاب باليأس والإحباط.

حالة من الاحتقان يعانى منها المجتمع المصرى، بعد أن أصبح العالم الافتراضى هو العالم الواقعى الذى نعيشه الآن، حالة تبرز فشل منظومة التواصل الاجتماعى فى تحقيقها أيا من الأهداف التى أنشئت من أجلها، بل وأصبح التواصل الاجتماعى بعيدا كل البعد بهذه الوسائل التى أججت الفتن وعززت الجرائم، أبعدتنا هذه الحياة الجافة خلف الشاشات عن دفء الأسرة التى من المفترض أن تكون درع الأمان والحماية لمجتمع سليم يحيا حياة سوية، والتى هى أساس وسبيل أى نهضة تربية وتعليم، نرى بوضوح حملات ممنهجة على مواقع الخراب الاجتماعى والميديا بشكل عام، تدعو إلى أخذ الحق بالعافية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، خاصة مع تصاعد الأحداث اليومية الصعبة والخلافات اليومية وازدياد عدد -المشعللاتية- ترى الشاب يلجأ إما للضعف الكامل بالانتحار موجهًا عقابه للمجتمع جميعه أو اللجوء للإدمان أو لفعل جريمة كخطف أو أغتصاب أو أى جريمة أخلاقية تسبب ألما بالغا لكل أفراد المجتمع يرى فيه الشاب انتقامه من الجميع حتى نفسه.

والمنتحر ضحية لعوامل كثيرة متشابكة ومتفاعلة، تدفعه لذروة اليأس حتى يقدم على قرار الانتحار ومن هذه العوامل غياب الإيمان وضعف النفس، والمرض، وغياب الثقافة، والإدمان، وهى عوامل قد تتشابك معا لتصيب المرء بحالة من اليأس تجعله يقدم على الانتحار، وبكل أسف تعددت حالات الانتحار خلال العام الجارى وهى الحوادث المُفجعة التى تسبب ألمًا جائرًا للجميع -خاصة حال ثوثيقها بصور أو مقطع فيديو- حوادث تكوى قلوب الآباء والأمهات عمومًا وتُدمى قلوب أبوى الحالة، وتُصيب المجتمع بحالة من اليأس، وتخرج وقتها الأسئلة العديدة: ليه عمل كده؟ ليه يعمل فى نفسه كده؟ مفيش حاجة تستاهل يموت نفسه؟ وتساؤلات عديدة أخرى، ولكن فى النهاية، نترحم ونسكت ونمضى ونترك أهل الحالة مع عذابين أحدهما لفقد الضنا الغالى والآخر للإحساس بالتقصير تجاه قطعة منا أدى إهمالها إلى فقدها، نعم أسرة المنتحر هم أكثر الناس تقصيرًا مهما بلغت الأسباب ومهما كانت درجة انشغالهم، فلم ينتحر أعز ما يملكون إلا لأنه فقد أهم شعور فى الحياة شعور الإيمان بالله والأمان والانتماء والحب، فأى شخص يُقبل على الانتحار يكون لافتقاده هذه الأربعة أمور، ومعها إحساس بالقهر، من الممكن أن يكون السبب قهر الأهل أو المدرسة أو الكلية، أو ضغط الأقران والأصحاب والأصدقاء، أو الأخوات، ويبقى على الأهل سرعة الاكتشاف والعلاج، نعم الأهل هم السبب الرئيسى والمهم، لأنهم لم يقاوموا البيئة التى وفرت الإحساس بالقهر، ولم يسعوا لتوفير بيئة مناسبة للانتماء والأمان والحب، لمنع أى أفكار انتحارية مُحتملة، فالأهل هم مرآة أبنائهم، وعليهم معرفة حالة الأبناء العامة، وملاحظة ظهور سلوكيات مختلفة عليهم، وهل يوجد أى سلوك متغير، مثل ترك العبادات، أو الانطواء، أو إحساسهم بعدم الفرحة، أو فقدان الشهية، والعديد من السلوكيات التى قد تكون دليلا على الدخول فى حالة من السلبية، فلابد من مراقبة هذه العلامات، فهناك علامات تُعد ناقوس إنذار، ولذلك على الأهل الاهتمام فى جميع المراحل العمرية، فمن سن 5 سنوات، الطفل يستطيع التعبير عن حياته وهل هو محب لها ومُقبل عليها أم لا، والأم والأب والدوائر الأقرب دورهم مهم جدا لأنهم مطالبون بأن يكونوا مرآتهم، هل أخبر الأهل أولادهم وعلموهم أن الانتحار مُحرّمٌ شَرعًا، بل إن الدين قد اعتبره من كبائر الذنوب والآثام التى قد يقوم بها المسلم، لما فى ذلك من إنهاء حياته التى أعطاها الله له، وأمره بحفظها، فيكون المنتحر متعدّيًا على ما استأمنه الله عليه قبل أن يتعدّى على نفسه ويظلمها فقد قال تعالى"وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا".

ومن جديد أؤكد ولا أُبالغ عندما أُعيدها مرارًا وتكرارًا أن العين أصبحت بعيدة عن التواصل مع الموجودين حولك، وأصبح التركيز على الهاتف المحمول والأجهزة اللوحية، فلا يوجد اهتمام ولا تواصل بصرى، وبالتالى الأهل لم يكونوا على دراية ولم يقوموا بقراءة مشاكل أبنائهم من خلال لغة الجسد، وانشغلوا بالعالم غير الواقعى، وكأنهم أحبوا أجهزتهم المحمولة أكثر من أبنائهم، على الأم والأب سؤال أبنائهم عن أحوالهم باستمرار، من بداية إدراكهم وإلى سن ما لا نهاية، فهذا يفتح باب الأمل للأبناء، قل لابنك أو بنتك إن الله يحبنا ويبتلينا ليطهرنا ويجتبينا، وحدثهم عن نفسك فيهم قل لهم أنا أحبكم أكثر من نفسى، نجاحكم أفضل من نجاحى، أرى فيكم مستقبلى المُبهر، أنتم الجزء الإيجابى فى حياتى، أنتم مكافأة الله لى فى الدنيا، أنا فى ظهركم وأدعمكم، اشعروهم بالحب وبالاهتمام، كونوا أنتم الداعمين لهم انقذوا أبناءكم وانقذوا أنفسكم من من فاجعة الانتحار.

تم نسخ الرابط