إن حقد اليهود وعداءهم للإسلام وأهله قائم منذ ظهور الإسلام ومستمر إلى أن تقوم الساعة لكن من سنن الله عز وجل أن

الرجال,الأولى,الأرض,القرآن الكريم,اليوم,فلسطين

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
السيد خيرالله يكتب: الصهاينة شرذمة لن تحيا واسألوا التاريخ

السيد خيرالله يكتب: الصهاينة شرذمة لن تحيا واسألوا التاريخ

إن حقد اليهود وعداءهم للإسلام  وأهله قائم منذ ظهور الإسلام ومستمر إلى أن تقوم الساعة لكن من سنن الله عز وجل أنه كتب لتكون الغلبة لأهل الحق وإن طال بغى اليهود وعلت دولتهم فبشر القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة بأن نهاية اليهود ستكون فى بيت المقدس حيث يكثر فيها زراعة شجر الغرقد فهذه علامة كبرى على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق ما يبلغ عنه وكدليل قطعى لا يقبل الشك من أن نهايتهم أوشكت قريبة بإذن الله. فما من أمة من الأمم ولا شعب من الشعوب ولا دولة من الدول يقبلون أن يتنازلوا عن أى جزء من أجزاء بلادهم ولا عن أية قطعة أرض من أراضيهم ولا عن بستان من مزارعهم مهما كان نوع ذلك الجزء من البلاد ونوع تلك القطعة من الأرض ونوع ذلك البستان من المزارع فضلا عن أن يكون ذلك المتنازل عنه هو من أقدس ما لديهم من بلاد وأعز ما عندهم من أرض وأن من فيه إحساس الإنسان الحى لا ينبغى أن يقبل بالتنازل عن بيته ومكانه مهما قوتل عليه، بل يجب أن يستمر فى القتال مهما طال الزمن إلى أن يدفع عدوه أو يلحقه الفناء.‎

وما من أمة ذات عراقة وحضارة عظيمة تقبل أن تهزم أمام شراذم جمعت من آفاق الأرض بل تستمر فى مقاتلة تلك الشراذم حتى تفنيهم وتعفى على آثارهم مهما لحقها من انكسارات فى المعارك معهم.. وما من أمة من الأمم ولا دولة من الدول وهى تتمتع بالعافية والقوة والمقدرة وعندها من الرجال والأموال عشرات الأضعاف مما عند عدوها تقبل أن تعطى الدنية أو أن ترضى بها فتستسلم لإرادة عدوها وهى ليست فى حالة الاضطرار إلى ذلك وما من أمة من الأمم ولا دولة من الدول ينبغى لها أن تقبل أن تلقى بنفسها فى يد أعدائها الذين يعملون لفرض السيطرة عليها وتسخيرها ونهب ثرواتها والاستئثار بخيراتها وهى تعلم وتدرك أنهم السبب فى قتل أبنائها وهدم بيوتها واحتلال أراضيها ومع ذلك تلقى إليهم بالزمام وهم الأعداء وتطلب منهم أن يحلوا لها مشاكلها وأن يكونوا قضاة وحكما بينها وبين عدوها الذى خلقوه ليديموا سيطرتهم عليها. إن فلسطين ليس مجرد أرض يتنازع عليها إنها قطعة من عقيدة المسلمين وهى مربوطة بعقيدتهم وبإسلامهم قبل أن يفتحوها ويستولوا عليها، فالله سبحانه وتعالى قد جعلها قبلة المسلمين الأولى وأسرى برسوله الكريم صلى الله عليه وسلم إليها وأحيا له الأنبياء وأمهم فى مسجدها الأقصى ومنها عرج به إلى السماء وإليها جعل الرسول شد الرحال مع مكة والمدينة وندب من لا يستطيع أن يذهب إليها بأن يرسل زيتا ليسرج مسجدها الأقصى به كل ذلك كان فى حياة الرسول الكريم وقبل أن يفتحها الله على المسلمين وذلك ليس خاصا بالقدس وحدها بل يشمل جميع أرض فلسطين بنص القرآن الكريم.

قال تعالى " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ " فالمباركة شاملة حول المسجد الأقصى وهى جميع بلاد الشام فيافا وتل أبيب وحيفا وصيدا وبيروت وصفد وطبريا والناصرة ونابلس والخليل وغزة والعقبة والشام وسيناء كلها أرض مباركة مربوطة بعقيدة المسلمين يحرم على المسلمين التفريط فى أى شبر منها مهما كان صغيرا ومهما كان بعيدا عن القدس وعن المسجد الأقصى لأنها كلها أرض مباركة مربوطة بعقيدة المسلمين والتفريط فيها إنما هو تفريط بعقيدة المسلمين وخيانه لله وللرسول وللمؤمنين هذا فضلا عن أن الإسلام يوجب على المسلمين إذا استولى العدو على أى أرض من بلاد الإسلام أن يهبوا مجاهدين لدفع العدو ومقاتلته حتى يسترجعوا تلك الأرض للمسلمين ولو ضحوا بملايين الشهداء ولذلك فإن المسلمين عندما استولى الصليبيون على بلاد الإسلام أيام الحروب الصليبية هب المسلمون لقتال الصليبيين ولم يتنازلوا لهم عن أى شبر واستمروا فى محاربتهم جيلا بعد جيل حتى استطاعوا استرجاع القدس بعد تسعين سنة من ضياعها وكذلك استرجعوا جميع بلاد الإسلام من الصليبيين فى حروب استمرت مائتى عام دون أن يقبلوا أن يتنازلوا للعدو القاهر بإرادتهم عن أى جزء وإنما بالحرب كان الصليبيون يستولون على المناطق فيستمر المسلمون فى محاربتهم حتى يسترجعوها ولم يقبلوا مطلقا أن يتركوهم يسكنون أو يهدأون أو يستوطنون دون أن يديموا مقاتلتهم ومحاربتهم وما عقدوه مع الصليبيين من معاهدات إنما هى معاهدات هدنة وإيقاف قتال لمدد محددة لأجل أن يستجم الجنود أو لأجل أن يجمعوا القوى لا ليتركوا الصليبيين فى الأرض التى اغتصبوها ولم يباركوا لهم بقطعة أرض لتكون لهم أبد الآبدين ودهر الداهرين كما يراد منا اليوم أن نتصالح مع اليهود وأن نتنازل لهم عن القدس وعن الأرض المقدسة وعن الأرض المباركة لتكون لهم خالصة أبد الآبدين ودهر الداهرين وليكونوا دولة شرعية فى الشرق الأوسط نتبادل معها كل العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية لتصبح القوة المسيطرة على الشرق الأوسط كما هو مخطط لها لأجل أن تبقى الحربة فى قلب بلاد المسلمين ولأجل أن تبقى رأس الجسر لأمريكا وللدول الأوروبية الكافرة لإبقاء سيطرتها ونفوذها على بلاد المسلمين وللحيلولة دون تجميع هذه البلاد لتعود كما كانت دولة واحدة لتبقى هزيلة ضعيفة وحتى لا تعود دولة الخلافة ولا يعود الإسلام يتحكم فى علاقات المسلمين وحتى لا يعاود المسلمون الكرة على أوروبا بعد أن ذاقت منهم ما ذاقت وبلت منهم ما بلت.

هذا هو الواقع الذى يراد من إقامه دولة إسرائيل فى الشرق الأوسط فليس هو مجرد ضياع أرض وليس هو مجرد إيواء مشردين وقعت عليهم النكبات فيراد أن يوجد مكان لهم لأجل أن يأمنوا فيه بل هى شر قاتل وسم زعاف وهى لا زالت تجربة فاشلة وستبقى تجربة فاشلة ولو مر عليها مائة عام ما دامت لم يحصل الصلح معها وستبقى غير شرعية وستبقى لا قيمة لها فالصلح معها هو الذى يجعلها تجربة ناجحة وهو الذى يجعلها السم القاتل والداء الوبيل والكارثة الداهية والمصيبة العظيمة ونحن لسنا فى وضع يضطرنا لعقد صلح معها بل بالعكس هى المحتاجة إلى مأخذ مهما كثر سلاحها وزاد جندها فجنود الدنيا لو اجتمعت لحمايتها فلن يذهب الخوف من نفسها ولذلك فإنها تعيش فى قلق ورعب دائم.