الهدوء النفسى وراحة البال أسرع الطرق لحياة بلا مشاكل أو أزماتالحب الحقيقى يصنع المعجزات فى مواجهة لغة المص

محمد فودة,محمد فودة يكتب

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: اللهم أدم علينا نعمة "الرضا" 

الشورى

◄الهدوء النفسى وراحة البال أسرع الطرق لحياة بلا مشاكل أو أزمات

◄الحب الحقيقى يصنع المعجزات  فى مواجهة "لغة المصالح" 

◄"الحاقدون".. قلوب سوداء وضمائر ميتة

◄بالإنسانية والحب والتسامح ترتقى الأمم

◄"الإخلاص" يعيد الروح للعلاقات الاجتماعية ويغلق أبواب الحقد والغل والكراهية

 

على الرغم من علمى التام بأننى حينما أكتب عن العواطف والمشاعر الإنسانية لن أسلم من تلك الجروح الغائرة التى سيتعرض لها القلب ، فالكتابة فى العلاقات الإنسانية تظل فى تقديرى الشخصى أشبه بالإمساك بوردة بلدى تفوح منها رائحة جميلة تسلب العقول والقلوب وتؤجج المشاعر ولكنها فى نفس الوقت تدمى الأيدى التى تمسك بها فتسيل الدماء من حدة الأشواك التى تحيط بتلك الورود رائعة المنظر وفاتنة الروائح. وأنا أتذكر تلك المواقف التى تتسم بالغدر والخسة التى لا يمكن بأى حال من الأحوال ألا نكون قد مررنا بها فى حياتنا فمهما كانت مواقفنا نبيلة تجاه البعض ومهما ساعدنا الآخرين بكل ما أوتينا من قوة وعن طيب خاطر، فإن النفس البشرية تفعل فعلتها الدنيئة وتترك فى النفوس ما يجرحنا ويتسبب فى إيذائنا إنسانياً وهذا بالطبع ليس غريباً على النفس البشرية التى أجهدت المفكرين على مر العصور والأزمنة فالنفس البشرية تجنح دائماً لفعل كل ما هو غير متوقع فتكون النتيجة تصرفات غير سوية وبالتالى يترتب عليها ذكريات مؤلمة تظل بالطبع عالقة فى وجداننا وأفئدتنا.

وللحق فإن هذا الأمر يدفعنى لأن أتساءل: ما الذى أفسد حياتنا على هذا النحو المثير للشجن؟ هل الدنيا هى التى تغيرت والزمن تبدل ، أم أن العيب فى أننا لم نعد نترك المساحة الكافية لأن ينمو بداخلنا الحب الحقيقى وأن تتنفس المشاعر النبيلة وتأخذ ما تستحقه من مكانة مرموقة بيننا فى تعاملاتنا اليومية؟!  فالمشاعر النبيلة فى حقيقة الأمر هى التى تهيئ لنا المناخ الصحى لأن تسود بيننا مشاعر الحب وهى التى تمنحنا أيضاً القدرة على الصمود والتحدى فى مواجهة كل هذا العبث الذى تكتظ به مواقع السوشيال ميديا ، تلك المواقع سيئة السمعة التى تحجرت بسببها العلاقات الإنسانية ليس هذا فحسب بل تحولت إلى عبء نفسى على أصحاب القلوب البيضاء وأهل الضمائر النقية، وهو ما يدفعنى لأن أكون على قناعة تامة بأن أصحاب القلوب البيضاء هم الأقدر دائماً على صنع المعجزات فى مواجهة كافة أشكال الحقد والغل والكراهية ، فمن يعرف الحب لا يعرف أساليب اللف والدوران ومن يتذوق الجمال لن يدع أية ثغرة لأصحاب المصالح ليدخلوا منها فى حياتنا فيفسدوها. وإننى أرى أنه بعيداً عن كل هذا وذلك يظل الحب و"الرضا" هو سر احتفاظنا بالثبات الانفعالى بل هو المفتاح "الماستر" الذى يمكننا من خلاله فتح كافة الأبواب التى تمنحنا القدرة على دخول عالم السعادة، نعم المشاعر الإنسانية والرضا فى تقديرى هو سبيلنا الوحيد لتحقيق كل ما هو جميل فى حياتنا بل هو كل حياتنا الجميلة والراقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكن للأسف الشديد نجد على الجانب الآخر من حياتنا تلك التلال الممتلئة بكافة أشكال الجحود ونكران الجميل وهو أمر يمكن أن يمر دون أن يترك بداخلنا آية آثار سلبية ولكنه وللأسف الشديد يبعث فى نفوسنا الشعور بالحزن والألم خاصة حينما يكون الجحود ونكران الجميل صادرين عن أشخاص لم نتوقع منهم هذا الأمر. وقد يرى البعض أننى أتحدث عن أشياء غريبة لم يعد لها وجود الآن وهى الإنسانية والحب والتسامح والقناعة والرضا بما قسمه لنا الخالق جل شأنه ولكنى كنت ومازلت بل وسأظل على يقين تام بأن تلك الصفات النبيلة أبداً لن تختفى ولن تغيب عن حياتنا طالما نحمل بين ضلوعنا قلوباً تنبض بالحب ولدينا إرادة قوية وعزيمة لا تلين ورغبة حقيقية فى أن نفسح المجال أمام مشاعرنا الصادقة والحقيقية لأن تكبر وتنمو وتتزايد وتحتل المساحات الأكبر فى حياتنا، فالخير هو طبيعة الأشياء ونحن من نغير مفهوم الخير ونحوله إلى أشياء أخرى وذلك حينما نتمادى فى إغراق أنفسنا داخل مفردات بعيدة كل البعد عن العقل والمنطق.

أعتقد أن المسألة ليست صعبة ولن تكون أبداً مستحيلة، المسألة فى غاية البساطة هى أن نجعل "الإنسانية" دستورنا فى الحياة، ونترك أبواب قلوبنا مفتوحة لكل ما هو جميل وبالتالى لن يكون بيننا مكان لأية مشاعر ضد طبيعة الأشياء، فالله سبحانه وتعالى خلق كل شيء جميلا وهيأنا لأن نحيا حياة يسودها الحب وتحيطها المشاعر الإنسانية النبيلة.  وقد يبدو الأمر صعباً وسط هذا الكم الهائل من المعاناة ووسط زحمة ولكن لو نظرنا للمسألة من منظور قوة الإرادة فسنجد أننا أمام حقيقة مؤكدة هى أننا حينما نفكر فى شيء بصدق شديد فإننا نستدعيه بسهولة وهو ما ينطبق على المشاعر النبيلة فإننا يمكننا بسهولة شديدة استدعاءها والتفكير فيها بجدية ففى هذه الحالة ستكون النتيجة مبهرة لأننا سنجد الحب يملأ حياتنا وسنجد المشاعر النبيلة والصادقة تحيطنا من كل جانب، والآن أتساءل: هل يمكن أن يعيش الإنسان بلا مشاعر  وهل يستطيع أى منا أن يستغنى عن الحب؟ أعتقد أن الإجابة عن هذه التساؤلات وبكل تأكيد ستكون بالنفى فكيف يمكن أن يكون للحياة معنى بدون أن يملأها الحب؟  لأن الحياة والحب فى حقيقة الأمر هما وجهان لعملة واحدة، وهذا الرأى لم يكن مجرد رأى شخصى أو نوعا من "الفضفضة" والتعبير عن مكنون القلب  ولكنه حقيقة علمية  حيث تؤكد نظريات علم النفس أهمية وجود الحب فى حياة الإنسان باعتبار أن هذا الحب يمثل احتياجا إنسانيا لا غنى عنه، ليس هذا فحسب بل هو السبيل للوصول لحالة من التوازن النفسى، وبذلك فإن الحب يكون فى حياتنا بمثابة الدرع الواقى من متاعب الإنسان النفسية المتمثلة فى دائرة القلق والضياع والاكتئاب,  وبينما أكتب الآن عن الحب والمشاعر تذكرت دراسة مهمة  لعالم النفس الشهير "ماسلو" عما يسمى بهرم بناء الشخصية،  فقد  أكد فى هذه الدراسة أهمية تلبية احتياجات الإنسان الأولية من طعام وشراب قبل أن نصعد إلى درجة أعلى وهى تلبية احتياجاته العاطفية ورغباته فى تأكيد ذاته وبالتالى نجد الحب فى هرم تلك الاحتياجات العاطفية، وهو ما نستخلص منه مدى أهمية الحب فى حياتنا باعتباره المصدر الأساسى للأمن النفسى,  وبالتالى فإنه المصدر الأساسى للسعادة,  ليس هذا فحسب بل إنه هو السبيل إلى غاية الإنسان للتوازن النفسى الذى لم ولن يتحقق بدون إعلاء شأن المشاعر والأحاسيس الصادقة.

ليتنا نهيئ المناخ الصحى بداخلنا للمشاعر النبيلة والأحاسيس الصادقة وأن نتخذ من الإنسانية والحب والتسامح دستوراً نهتدى به، فلا شيء يعادل الإحساس بنعمة الهدوء النفسى، خاصة بعد أن تحول الوفاء والإخلاص إلى عملة نادرة ، صحيح هذه هى سنة الحياة التى تركت الحقد والغل والكراهية تملأ القلوب، ولكن لو اتخذنا قراراً بإعلان الحرب على "الحزن" لتغيرت حياتنا بالكامل وأصبحنا بالفعل نتنفس حباً مع من نحبهم بإخلاص فى هذه الحياة.