صنعت نقلة نوعية في التعليم الجامعى وبصماتها حاضرة بقوة حتى الآنسيدة كانت تقدس الحياة الأسرية وفي الوقت نفسه

خالد الطوخى,مصر,جامعة مصر,الرجال,التعليم,جامعة خاصة,درة

الإثنين 29 أبريل 2024 - 07:12
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

أشرف حيدر يكتب: د. سعاد كفافي.. رائدة التعليم الجامعى الخاص

الشورى

◄صنعت نقلة نوعية في التعليم الجامعى وبصماتها حاضرة بقوة حتى الآن

◄سيدة كانت تقدس الحياة الأسرية وفي الوقت نفسه تحصل على أعلى الشهادات وتتقلد أرفع المناصب

◄المال كان آخر ما يحركها فى مشروعها الجامعى الرائد "جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا"

◄وصيتها: لا تزيدوا فى مصروفات الدراسة على الطلاب ولا تغالوا فيها

 

ستظل الدكتورة سعاد كفافى مثالًا يحتذى به وفصلًا مضيئًا من فصول التعليم فى مصر، فهى رائدة التعليم الخاص ومؤسسة أول جامعة خاصة بمصر وهى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وكانت الراحلة الداعم الأول للقطاع الخاص التعليمي على كافة مراحله، وكان عنوانها الإنجاز والتحدي في ترسيخ نظام التعليم الجامعي، حيث بدأت الدكتورة سعاد كفافى الدراسة فى جامعة القاهرة، وكان لافتًا فى تجربتها أنها بدأت مسيرتها التعليمية الجامعية بعد أن تزوجت وأنجبت أولادها، كان يمكنها أن تركن إلى البيت والراحة والمسئوليات الإجتماعية، لكنها لم تخن حلمها ولم تتخلَ عنه أبدًا، سارت فى طريقين دون أن تحيد عنهما ودون أن تقصِّر فى أى منهما، فهى من ناحية سيدة تقدس الحياة الأسرية وتعى جيدًا أن رعاية الأبناء وتنشئتهم على أسس سليمة لا يقل أهمية عن الحصول على أعلى الشهادات وتقلد أرفع المناصب، فلا شيء يعادل بيتًا مستقرًا. وفى نفس الوقت كانت العملية التعليمية تسيطر عليها بشكل كبير، هذا السلوك الذى يعكس إصرارًا وتحديًا من الدكتورة سعاد وقف تحديدًا وراء تجربتها التى كانت فريدة ومميزة، فهى لم تتحمل ضغوط المواءمة الكبيرة بين متطلبات جامعتها واحتياجات بيتها فقط، ولكن استطاعت أن تتفوق وتصبح أستاذة جامعية، فقد كانت ترى أن التعليم لابد أن يحتل المكانة الأكبر والأعلى والأعظم فى حياة الإنسان وفى المجتمع أيضًا. لقد كان للتعليم فى عقل الدكتورة سعاد كفافى مكانة خاصة، فهو أداة وهدف ووسيلة وغاية، فيمكن أن يتعلم الناس للتعلم، لكن هذا لا يغنى عن التعلم من أجل المجتمع والحياة، هذا هو المفتاح الأهم الذى يمكن أن نفهم من خلاله، ما الذى قدمته الدكتورة سعاد فى مجال التعليم على وجه التحديد، فلم تتعامل أبدًا بلغة المكسب، ولم تهتم فى المقام الأول بما تجنيه من أرباح، فالتعليم ليس سلعة تجارية مجردة، ولكنه كما كانت تقول دائمًا: "الطريق الوحيد لنهوض أى أمة"، وكانت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا حلمًا فى عقل وقلب مؤسستها الدكتورة سعاد كفافى، حلمًا كانت له مقدمات كثيرة، لكنه كان درة التاج كما يقولون، ولأنها كما يعرفها الجميع كانت قاهرة المستحيل، مستندة إلى كلمتى السر فى حياتها "الإرادة والتحدى" فقد تحول الحلم على يديها إلى فكرة، ثم اجتهدت لتصيغ الفكرة وتحولها إلى واقع، رغم أنها واجهت صعابًا وتحديات ضخمة وفى مقدمتها كيف تقوم سيدة بإنشاء جامعة فى تلك الفترة وسط مشاكل وصعوبات لا حصر لها. وبدأت "قاهرة المستحيل" رحلتها بمعهد لغات لتتوسع بعد ذلك، وتنطلق إلى معهد عالٍ للسياحة ومعهد عالٍ للهندسة، وعندما تعددت المعاهد فكرت فى أن تضمها فى كيان واحد، ومن هنا ولدت فكرة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا فى عام 1996م، كان من السهل الإمساك بالفكرة، فقد كان من بين ما تميزت به أنها لا تكف عن نسج الأفكار وربطها ببعضها بعضًا، ولذلك لم تكن فكرة الجامعة الخاصة بعيدة عنها لكنها نمت تدريجيًا عندما رأت المعاهد التى أنشأتها وباشرت الإشراف عليها تكتمل وتشكل كيانًا كبيرًا، لكن ولأنه لا شىء سهلًا على إطلاقه، فلابد من صعوبات تعترض طريق الحالمين بالغد وصناعة المستقبل، وبالرغم من أن فكرة تحويل المعاهد إلى جامعة أمر يبدو سهلًا على المستوى النظرى، فإن صعوبة الفكرة كانت كامنة فى تنفيذها، والخروج بها إلى المجتمع. لقد حلمت الدكتورة سعاد كفافى بإنشاء كيان تعليمى وتثقيفى تكون مهمته الأساسية خدمة البلد وخدمة شبابه بالأساس، فقد كانت تؤمن أن كلمة السر لأى أمة تكمن فى شبابها، تتأمل أحوالهم لتعرف كيف توجههم وتنظر إلى مؤهلاتهم ومعرفتهم لتعرف هل يمكن لهذه الأمة أن تنتصر أم أنها يمكن أن تنهار بسهولة، لعلها كانت تدرك أن كل البدايات الصحيحة لابد أن تكون من عندهم ولذلك ركزت عملها معهم ولهم. كان السؤال المؤرق لها والذى حاصرت به نفسها قبل أن يحاصرها به الآخرون هو: كيف يمكن لسيدة أن تفكر فى إنشاء جامعة؟ كيف يمكن لها أن تدخل هذا المجال الذى يتصارع فيه الرجال وتنجح؟ لكن من يعرفها من بدايات حياتها كان على ثقة أنها ستنجح لأنها لم تدخل فى أى تجربة إلا وخرجت منها منتصرة وناجحة. ولم تكن الدكتورة سعاد كفافى تبحث عن الربح بل كان المال هو آخر ما يحركها فى مشروعها الجامعى الرائد، منذ البداية استقرت على أن تكون مصاريف جامعتها هى الأقل بين الجامعات الخاصة، كما أوصت بألا تقوم إدارة الجامعة بزيادة المصروفات على الطلاب، وربما يمكن أن نعتبر هذه الوصية جزء أيضًا من مفتاح شخصيتها وإرث حياتها، عندما طلبت من ابنها العزيز خالد الطوخى قائلة: "لا تزيدوا فى مصروفات الدراسة على الطلاب ولا تغالوا فيها، ولا تنسوا منح التعليم المجانية للطلبة المتفوقين غير القادرين، فالجامعة فى الأساس خدمة وطنية وإنسانية وإجتماعية، ولا تدخروا جهدًا فى جعل الجامعة هى المكان المحبب للطلاب، ولا تجعلوا بينكم وبين الطلبة حجابًا ولا حاجزًا".