البحوث الفلكية تدشن المحطة الأولى من نوعها فى إفريقيا والشرق الأوسط بالتعاون مع الصين المحطة تتضمن 2

مصر,الأرصاد,الأولى,الأرض,البحوث الفلكية,الصين,إفريقيا

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
خالد الطوخى يكتب:  مصر تقتحم الفضاء بمحطة رصد الأقمار الصناعية

خالد الطوخى يكتب: مصر تقتحم الفضاء بمحطة رصد الأقمار الصناعية

•    البحوث الفلكية تدشن المحطة الأولى من نوعها فى إفريقيا والشرق الأوسط بالتعاون مع الصين

•     المحطة تتضمن 2 تلسكوب أحدهما يصل قطره 120سم والآخر 70سم

•    تجهيز المحطة لتقوم بالرصد أثناء الليل والنهار باستخدام أجهزة الليزر

•     انتهاء أعمال تجميع واختبار القمر الصناعى مصر سات 2 بالتعاون مع الصين

•    اختبار قمر صناعى بالكامل فى مصر للمرة الأولى فى التاريخ

المحطة الحالية يرجع عمرها لعام 1964 وتعد أقدم المحطات وكانت الوحيدة بإفريقيا حتى عام 2002

 

التحديثات التى يجريها المعهد القومى للبحوث الفلكية تسير على قدم وساق وذلك فى إطار التحديثات البحثية التى يقوم بها المعهد وخاصة فى مجال أبحاث الفضاء ورصد الحطام الفضائى، وقد يكون هذا الأمر عاديًا فى ظل سياسة التطوير والتحديث التى تنتهجها كافة مؤسسات الدولة ولكن الأمر الذى يدعو للشعور بالتفاؤل أن ذلك يتم بهدف إنشاء محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائى بالتعاون مع الشركاء من الصين والتى من المقرر أن يكون مقرها فى منطقة حلوان.

أستوقفتنى تلك التقارير الصحفية التى تم نشرها مؤخرًا عن هذا الموضوع، فمن خلالها علمت أنه من أبرز مكونات هذه المحطة تلسكوب لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائى والأجسام القريبة من الأرض باستخدام تقنية الليزر وتقنية الرصد البصرى بمدى ارتفاع 40 ألف كيلو مترا، ويبلغ قطره 120سم وهو الأول من نوعه فى إفريقيا والشرق الأوسط بالتعاون مع دولة الصين ليصبح هذا التلسكوب بديلًا عن الوحدة الحالية والتى يرجع عمرها لعام 1964 أقدم المحطات وكانت الوحيدة بإفريقيا حتى عام 2002، ويتبع التلسكوب معمل الفضاء بالمعهد.

التقارير الإعلامية التى تناولت هذا الموضوع كشفت تفاصيل تدشين محطات رصد الأجسام الفضائية باستخدام التلسكوبات البصرية وكذلك بتقنية الليزر والتى يتم تدشينها بالتعاون مع الصين.. وأشارت إلى أنه نظرًا لوجود قوى طبيعية تؤثر على حركة الأقمار الصناعية والتى تؤدى إلى حدوث إقلاقات وتغير فى مداراتها، فإن رصد الأقمار الصناعية يعتبر من الموضوعات الهامة جدًا لمعرفة التغيرات التى تحدث فى مدارات الأقمار الصناعية ومن ثم يسهل تصحيح المدار فيما يعرف بالمناورة، هذا بالإضافة إلى التطبيقات والدراسات العلمية المختلفة للبيانات المأخوذة من محطات رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائى والتى تعتمد على تحديد المدارات.

وهذه المحطات تهتم بتوفير الدراسات والأرصاد الخاصة بالأقمار الصناعية والحطام الفضائى والأجسام القريبة من الأرض والتى تساهم إلى حد كبير فى عمل قاعدة بيانات مما يسهل معرفة ودراسة مواقع المدارات المزمع إطلاق الأقمار الصناعية فيها، وكذلك تجنب التصادم مع الحطام الفضائى والتحذير من التصادم وعمل التحكم اللازم والمناورة لتجنب التصادم مع الأقمار الصناعية العاملة.

واللافت للنظر أنه فى إطار التعاون بين المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر متمثلًا فى معمل أبحاث الفضاء ومراصد الفلك القومية بالصين تم توقيع اتفاقية للتعاون الثنائى عام 2017 بغرض المشاركة فى رصد الأجسام الفضائية والمتمثلة فى الأقمار الصناعية والحطام الفضائى والأجسام القريبة من الأرض، وفى ضوء هذه الاتفاقية يقوم الجانب الصينى بتوفير جميع الأجهزة المستخدمة فى عمليات الرصد، وتزويد المحطة بقطع الغيار والأجهزة اللازمة لمتابعة واستمرار عمليات الرصد.

يذكر أن الجانب المصرى فى هذا المشروع سيكون دوره تشييد المبنى المناسب والمجهز (وقد تم الانتهاء بالفعل من المبنى) لوضع أجهزة المحطة به وإجراء وتنفيذ عمليات الأرصاد، حيث يهدف التعاون المصرى- الصينى أساسًا إلى تطوير التكنولوجيا الخاصة بالرصد ومشاركة الجانبين فى عمليات الرصد وتبادل البيانات المرصودة ونتائج الأبحاث، حيث تم الاتفاق مع الجانب الصينى على إرسال عدد 2 تلسكوب أحدهما يصل قطره إلى 120سم والآخر 70سم، موضحًا أن من الإمكانات المتاحة لتلك التلسكوبات أن كليهما يمكن استخدامه لرصد الأجسام الفضائية باستخدام تقنية الليزر وأيضًا باستخدام تقنية الرصد البصرى.

والجديد فى الأمر أن هذه المحطة مجهزه للرصد أثناء الليل والنهار (بواسطة آشعة الليزر) للأجسام الفضائية ذات الارتفاعات المختلفة، والتى من المتوقع أن تصل هذه الأرصاد إلى الأقمار الصناعية عالية الارتفاع والمعروفة بالأقمار الصناعية الثابتة والتى يصل مداها إلى 36000 كيلو متر، وفى فبراير 2023 أرسل الجانب الصينى بالفعل عدد 2 قبة كلتيهما بقطر 8 أمتار إلى المعهد هذا وسوف يصل المعهد قريبًا جدًا مجموعة من الخبراء الصينيين لتركيب وتشغيل القبب، ومن المتوقع أن يتم شحن التلسكوب الأول 120سم ليتم بعدها البدء فى التشغيل الفعلى للتلسكوبات وإجراء الأرصاد المطلوبة.

ولمن لا يعرف أهمية المعهد القومى للبحوث الفلكية، فهو من أقدم المعاهد البحثية فى مصر والوطن العربى وربما إفريقيا حيث تم إنشاؤه عام 1903 على قمة المرصد بحلوان، ومع قدم وعراقة المعهد فإن تخصصات المعهد (الفلك والجيوفيزياء ممثلة بالزلازل) بدأت قبل هذا التاريخ بأعوام كثيرة حيث بدأت القياسات الفلكية عام 1839 – 1860 فى مرصد بولاق ثم فى مرصد العباسية عام 1868 – 1903، وبدأت القياسات الزلزالية عام 1889 – 1903 فى مرصد العباسية، يعتبر المعهد أكبر بيت خبرة فى مجالات العلوم الفلكية والجيوفيزيقية ليس بمصر فقط ولكن على المستوى الإقليمى أيضًا.

ويتبع المعهد عدد من المراصد الفلكية مثل مرصد القطامية الفلكى فى صحراء القطامية ومرصد المسلات المغناطيسى بالفيوم ومرصد أبو سمبل المغناطيسى فى جنوب مصر ويوجد بالمعهد المركز الرئيسى للشبكة القومية لرصد الزلازل، ويتبعه عدد من المراكز الفرعية للزلازل على مستوى الجمهورية (الغردقة، مرسى علم، الواحات الخارجة، برج العرب) لاستقبال بيانات الزلازل من 80 محطة، بالإضافة إلى المركز الإقليمى للزلازل بأسوان والذى يتبعه 15 محطة لرصد الزلازل وعدد من محطات البيزومترات.

ويضم المعهد أيضًا فى مقره بحلوان المرصد الشمسى ومحطات الطيف الشمسى والإشعاع الشمسى والطاقة الشمسية ومحطة رصد وتتبع الأقمار الصناعية، ويوجد بالمعهد مركز تجميع بيانات المحطات الدائمة للنظام العالمى للأحداثيات (GPS) لمراقبة تحركات القشرة الأرضية على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، ويضم المعهد مختبرا لقياس الخواص المغناطيسية للصخور.

وتضم القاعدة العلمية للمعهد حوالى 281 من أعضاء هيئة البحوث ومساعديهم ويعاونهم ما يربو على 356 من الأخصائيين العلميين والفنيين والإداريين والخدمات المعاونة، كما شارك المعهد منذ إنشائه فى العديد من البرامج العلمية والأنشطة البحثية الدولية بالتعاون مع عدد من المراكز والمعاهد الدولية، بالإضافة إلى أن المعهد يعتبر عضوا مؤسسا فى العديد من الاتحادات والروابط والمنظمات العلمية الدولية.

جدير بالذكر أن وكالة الفضاء المصرية أعلنت فى شهر يونيو الماضى انتهاء أعمال تجميع واختبار القمر الصناعى مصر سات 2، والتى كانت بمثابة بداية تدشين أكبر مركز تجميع وتكامل واختبار للأقمار الصناعية فى إفريقيا والشرق الأوسط بوكالة الفضاء المصرية والذى تم تجهيزه بالكامل من خلال منحة من الصين ، وهى المرة الأولى التى يجرى فيها اختبار قمر صناعى بالكامل فى مصر.