الصناعة تتراجع بسبب الأفلام منزوعة القيمة والخالية من الفنفيلمان فقط فى موسم رأس السنة مؤشر خطير يجب الت

اليوم,أحداث,الصناعة,يوم,رأس السنة,الأولى,مصر,قضية,صلاح,فيلم,العام الجديد

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: السينما المصرية تدخل "النفق المظلم"

الشورى

◄"الصناعة" تتراجع بسبب الأفلام "منزوعة القيمة" والخالية من الفن

◄فيلمان فقط فى موسم رأس السنة مؤشر خطير يجب التوقف أمامه

◄محمد هنيدى .. انتبه أنت ترجع إلى الخلف وتسحب من رصيد نجوميتك

◄فيلم "نبيل الجميل أخصائي تجميل" مجرد اسكتشات تسيء لتاريخ الكوميديا المصرية

◄عودة أفلام المقاولات بفيلم "شلبي".. وكريم محمود عبد العزيز لا يسير على خطى الساحر!!

 

تنتابنى حالة من الحزن الشديد والترحم على الريادة المصرية فى مجال صناعة السينما، كلما تابعت حال السينما المصرية وما وصلت إليه من حال لا يرضى أحداً.. فهذه الصناعة المهمة، التى كانت ملء السمع والأبصار تحولت فجأة من النقيض للنقيض ، ليس هذا فحسب بل أصبحت أيضاً مجرد ذكريات جميلة عالقة فى أذهان الجيل الذى عاش العصر الذهبى للسينما المصرية، هذا العصر الذى كانت فيه أفلامنا السينمائية متواجدة وبقوة فى المهرجانات العالمية بل إنها فى كثير من الأوقات نافست على الجوائز الكبرى فى أهم المهرجانات السينمائية. وهنا فإن السؤال الأهم الآن هو: كيف ننهض بصناعة السينما فى مصر؟ فالقضية ليست مجرد إنتاج فقط ولكن هى قضية إعادة بناء صرح فنى كان فى يوم من الأيام أحد مصادر الثقافة والمعرفة فى الأربعينيات وما قبلها، دخل فى صناعة السينما شوامخ الفنانين بل دخل فى دعمها الاقتصادى المصرى الكبير طلعت حرب، وأنشأ استوديو خاصًا للسينما ومنافذ للتوزيع الداخلى والخارجى وكانت السينما حتى فترة الستينيات ناطقة بلسان شخصية مصر، فماذا جرى لنا وماذا جرى للفن المصرى والسينما المصرية على وجه الخصوص؟ ولماذا تراجعنا كل هذه السنوات ولم نعد رقم 1 فى صناعة السينما كما كنا من قبل؟! واللافت للنظر أنه على مدى سنوات طويلة كانت مواسم الأعياد والمناسبات الكبرى ساحة للمنافسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث يقدم فيها كل نجم أهم ما لديه من قدرات، وحيث يبرزون مواهبهم فى التمثيل بل إن بعض الفنانين كانوا ينتظرون الأعياد من العام إلى العام حتى يثبت كل منهم أنه لا يزال فى الصدارة وأنه يحقق إيرادات عالية وبالطبع نجد كل نجم يتباهى بما يحققه من إيرادات خاصة حينما يكون قد ضرب رقمًا قياسيًا فى إيرادات شباك التذاكر لكن مع مطلع العام الجديد تم طرح فيليمين فقط فى الموسم عكس المتوقع مع وجود علامات استفهام كبيرة حول هروب المنتجين من السباق، وهذا ما يؤكد أنه للأسف الشديد فإن أزمة السينما فى مصر مازالت مستمرة وكأننا ندور فى حلقة مفرغة، فبعد تاريخ طويل يتعدى مائة وثلاثين عامًا نجد أنها تتراجع وأن ما نشاهده اليوم لا يرقى بأى حال من الأحوال أن يمثل مصر بتاريخها وقدرتها، وكلما عدت للوراء فى الماضى تحسرت على حالنا الآن، ففى السابق كان كل فى مكانه الحقيقى.. المنتج يعى الدور المكلف به وكذلك الفنان والمصور والعامل والفنى، كان لدينا نموذج المنتج الكبير رمسيس نجيب يسمونه صانع النجوم، وكان لدينا أيضًا الراحل الكبير حسن الإمام، وحلمى رفلة وإبراهيم عمارة ووحيد فريد وصلاح أبوسيف وكل منهم عملاق وجهبذ فى مجاله، ولهذا وجدنا أفلامنا فى المهرجانات العالمية وكان التنافس كثيرًا يكون لصالحنا لأن السعى نحو النهوض كان موجودًا بقوة، أما اليوم فنحن لا نجد سوى السينما منزوعة القيمة والخالية من الفن، وللحق هناك مسألة أخرى فى هذا الجانب تشغل بالى دائمًا هى تلك التى تتمثل فى أن قلة الإنتاج السينمائى تتسبب أيضًا فى قطع أرزاق العاملين فى صناعة السينما من عمال وفنيين خاصة إذا كان هذا المجال يمثل المصدر الرئيسى لدخلهم، كما أن مشكلة نقص الإنتاج السينمائى وبكل تأكيد انعكست بشكل كبير على اختفاء الفيلم المصرى من المهرجانات السينمائية الدولية وبالتالى غياب صناعة السينما المصرية عن المشاركة فى المهرجانات والتواجد عالميًا كما كانت من قبل، وهو ما ترتب عليه أن قوتنا الناعمة أصبحت عديمة الجدوى وضعيفة التأثير على عكس ما كانت عليه من قبل من حيث قوة التأثير فى المجتمع سواء فى الداخل أو فى الخارج.

وللأسف الشديد فإن مطلع هذا العام وهو الموسم المعروف باسم موسم "رأس السنة"، لم يشهد سوى طرح فيلمين فقط فى دور العرض المصرية، أحدهما "نيل الجميل أخصائى تجميل" للفنان محمد هنيدى، وفيلم "شلبى" لكريم محمود عبد العزيز وروبى، وربما تكاد تكون هذه المرة الأولى التى يشهد فيها هذا الموسم تحديدًا قلة فى عرض المطروح فقد جرت العادة أن يكون موسم منتصف العام ورأس السنة به عدة أفلام منها القوى ومنها المتوسط ومنها المقاولات، لكن بكل أسف لم يتم عرض سوى فيلمين فقط أحدهما متوسط القيمة والآخر ضعيف.  أول الأفلام المعروضة هو فيلم النجم محمد هنيدى "نبيل الجميل أخصائي تجميل" ويشارك هنيدى فى البطولة نور اللبنانية، محمد سلام، رحمة أحمد، محمود حافظ، ياسر الطوبجى، أحمد فؤاد سليم، محمد رضوان، محمد الصاوى، مادلين طبر، شيما الشريف وعدد آخر من الفنانين الشباب، وهو من تأليف أمين جمال ومحمد محرز وإخراج خالد مرعى، وتدور أحداثه في إطار كوميدي تشويقي، حول شخصية نبيل الجميل الذي يعمل طبيب تجميل، ويقابل نور، وتنشأ بينهما قصة حب، ويحاول خلال الأحداث إثبات أن الجمال الداخلي أقوى من الخارجي، واعتمد محمد هنيدي، في فيلمه «نبيل الجميل أخصائي تجميل» على ابنته فاطمة، في تجربتها الأولى بعالم الإنتاج، وبالرغم من تعامل هنيدي في جميع أعماله الفنية مع كبار المنتجين، فإنه فضل هذه المرة الاستعانة بابنته في إنتاج فيلمه الذي حقق نجاحًا كبيرًا منذ عرضه في السينمات. وعلى الرغم من تحقيق الفيلم إيرادات تعتبر جيدة حيث تخطت حاجز الـ 20 مليون جنيه، فإننى أعتقد أن هنيدى لم يعد كما كان متوهجا فى السينما من قبل، حيث بدأ يسقط شيئًا فشيئا عن المشهد السينمائى، ولم نعد نرى له أفلاما ناجحة على كافة المستويات كما عودنا وأقصد هنا النجاح على مستوى القيمة الفنية والقيمة التجارية، إننى  أرى أنه يجب أن يتوقف مع نفسه، وأن يضع فى حساباته أنه ينبغى عليه إعادة النظر فيما وصل إليه من حال فنى غير لائق به ولا يتماشى مع نجوميته، وأن يبحث على الفور عن الأسباب التى ألقت به نحو الانحراف عن المسار الصحيح الذى سلكه منذ بداياته أواخر التسعينيات وكان وقتها نجما ملء السمع والبصر.

 والفيلم الآخر الذى تم عرضه فى السينمات وهو يعد من الأفلام التى تنتمى للأعمال قليلة التكلفة وقليلة الجودة، ويحمل عنوان "شلبى" وتدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي حول الشاب "صابر" الذي يعمل في أحد بيوت الرعب في الملاهي، ويخوض صابر أحداثا مشوقة عندما يصمم دمية يطلق عليها "شلبي" ويبدأ التحضير للعرض الخاص بها، كما يقابل روبي خلال أحداث العمل وتقع بينهما قصة حب، حيث تجسد روبي دور "سعدية"، وبيومي فؤاد يجسد شخصية مؤلف يدعى "مستر فؤاد"، وحاتم صلاح دور ممثل يدعى "شريف جزرة"، وشارك فى بطولة فيلم "شلبي" بجانب كريم محمود عبد العزيز كلٌ من: روبي، بيومي فؤاد، حاتم صلاح، الطفلة سيليا سعد، محمد محمود، وغيرهم من الفنانين، والعمل من تأليف مصطفى حمدي، وإخراج بيتر ميمي.

نحن بالفعل أمام أزمة حقيقية فى صناعة السينما، أزمة تشعبت وتعددت أسبابها ولكن يبقى الأمل في أنه يمكننا فيما بعد إعادة إحياء هذه الصناعة ووضعها فى المكانة التى تستحقها باعتبارها أحد أهم وأبرز مكونات القوة المصرية الناعمة التى كانت تمثل مصدر فخر واعتزاز للجميع.