ونحن فى أول أيام عام ٢٠٢٣.. أغلقوا أبواب الكراهية وأفسحوا الطريق أمام المشاعر النبيلة والصادقةوداعا للحقد و

الأولى,محمد فودة,العام الجديد,مصر,حب,العالم,أحداث,محمد فودة يكتب,التصالح

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

  محمد فودة يكتب: عام جديد .. عقيدته "المحبة" ودستوره "التسامح"

الشورى

◄ونحن فى أول أيام عام ٢٠٢٣.. أغلقوا أبواب الكراهية وأفسحوا الطريق أمام المشاعر النبيلة والصادقة

◄وداعًا للحقد والكراهية فى العام الجديد .. وأهلاً بـ"العلاقات الإنسانية الراقية"

◄ الحب مفتاح السعادة الحقيقية..  والرضا بوابة "التصالح مع النفس"

 

نهاية عام وبداية عام آخر.. مناسبة أتوقف أمامها كثيراً حيث تمثل  هذه المناسبة بالنسبة لى حالة خاصة جداً أحرص فيها -كل الحرص- على "المصارحة" مع النفس و"المكاشفة" مع الذات، فحينما تمر أمامى السنة المنتهية وفى لمح البصر أرى الكثير والكثير من الأحداث التى عشتها طوال العام وهى أحداث  متنوعة لم تكن بالطبع مفروشة بالورود فهى متقلبة حسب طبيعة الحياة التى -وبكل تأكيد- لا تظل على حال واحد وعلى الرغم من ذلك فإننا نعيشها ونظل نحلم ونحلم بغدٍ أفضل على كافة المستويات.

ولأننى اعتدت دائماً على أن أظل متفائلاً حتى فى أسوأ الظروف فإننى أكتب الآن فى أول أيام العام الجديد متمنياً السعادة للجميع وأن يسود بيننا الحب وتسيطر فيه المشاعر النبيلة الصادقة على كافة شئون حياتنا وأن تختفى للأبد لغة المصالح وتبتعد عنا عيون الحاسدين والحاقدين وأصحاب القلوب السوداء، وعلينا ونحن نحتفل بعام جديد أن نكون على يقين من أن أجمل الأيام لم تأت بعد لنظل نسعى بكل ما أوتينا من قوة نحو الأفضل والأجمل والأحسن على الإطلاق، وهذا بالطبع لا يمنع من الاعتراف -ولو بيننا وبين أنفسنا- بأن الدنيا قد تغيرت بالفعل وأن النفوس تبدلت وأيضاً لم تعد العلاقات الإنسانية نقية وصافية كما كانت من قبل. والحق يقال فإننى لا أدرى ما الذى غير طبائع الناس إلى هذا الحد، وما الذى جعل صفات سيئة مثل الغل والحقد والكراهية تسيطر على التعاملات اليومية البسيطة بين الناس وبشكل لافت للنظر؟!  فهل ذلك التحول الخطير فى المشاعر جاء نتيجة منطقية لانتشار "ميكروب الحقد" وتفشى "وباء الأنانية" أم أن النفس البشرية تسير بطبيعتها وتتغير وتتحول وتصبح على هذا النحو من السوء بشكل تلقائى؟

إنها مجرد أسئلة تتداعى فى ذهنى وأنا أعيش أجواء الأيام الأولى للسنة الجديدة ولكن لم ولن أرضخ للأمر الواقع ولن أتعايش أو أتأقلم مع هذا الوضع المقلوب فى المشاعر التى أصبحت تتحكم فى تصرفات الناس، فأنا على يقين من أن الخير هو أصل الأشياء ونحن من يغيره إلى أى شيء آخر، الأمر الذى يدفعنى لأن يبادر كل منا بالبحث بداخله عن الأشياء الجميلة وأن يروى زهور "المحبة" لتنبت وتورق وتملأ الدنيا حولنا خيراً وبركة.   وللحق فإننى أتطلع أن يكون هذا العام الجديد عام خير وبركة وأن يكون بلا وجع وبلا حزن وبلا فراق وبلا وباء أو بلاء، وأن نعيد النظر لأنفسنا من جديد، فلا يمكن أن تستقيم الحياة بدون المشاعر السامية ولا يمكن أيضاً أن يكون للعلاقات الإنسانية أى طعم دون أن نعلى من شأن الأخلاق الحميدة التى تمنح الحياة طعما ولونا ورائحة تفوح بعبق المشاعر النبيلة، خاصة أن العديد من نظريات علم النفس تؤكد على مدى أهمية الحب والمشاعر النبيلة فى حياة الإنسان كونه يمثل احتياجا إنسانيا لا غنى عنه، فهو السبيل للوصول لحالة من التوازن النفسى، إلى جانب أن الحب يمكن أن يكون أيضاً بمثابة الدرع الواقى من متاعب الإنسان النفسية المتمثلة فى دائرة القلق والضياع والاكتئاب، فهو المصدر الأساسى للأمن النفسى، وبالتالى فهو أيضاً المصدر الأساسى للسعادة، والسبيل إلى غاية الإنسان للتوازن النفسى، وقد يبدو كلاماً رومانسياً وبعيدا عن الواقع ولكن سأظل دائما وفياً لقناعاتى الشخصية ومؤمناً بأنه لا حياة بدون حب حقيقى ومشاعر نبيلة وعلاقات إنسانية قائمة على الصدق والشفافية بعيداً عن الزيف والافتعال فى التصرفات التى أصبح يحترفها البعض ربما من أجل تحقيق أهداف واهية وضعيفة وركيكة. ليتنا لا نبخل على أنفسنا بسعادة النفس والبعد عن الكراهية ولا نكون نحن العقبة فى الحصول على الحب وذلك بالتركيز على الرغبة فى حقنا فى أن نعيش الحب وأن نحيا حياة سوية بعيدة عن الحقد والغل والكراهية، ونعلن للعالم كله أننا نستحق هذا الإحساس الرائع وبالتالى نستطيع أن ندرك أهمية الحب فى حياتنا وفى نفس الوقت يدرك هذا الحب أيضاً احتياجنا له، فتكون النتيجة غاية فى الروعة والجمال، وأن نطلق العنان للرغبات والآمال التى تملأ قلوبنا وعقولنا وذلك لتحديد هوية كل ما نسعى من أجل الحصول عليه فى تجربة الحب، وعلينا أيضاً استشعار الأحاسيس التى نريد أن نتلقاها والتعبير عنها خلال هذه التجربة التى تتملكنا وتملأ أفئدتنا ونعيش جوا مليئا بالحب ونشعر بصدق بكل المشاعر والأحاسيس التى نحتاجها ونتمناها، مثل مشاعر الثقة والأمان والسعادة وبهذه الطريقة نطلق العنان لرغباتنا فى تحديد المشاعر التى نريد أن نحصل عليها.

قد يرى البعض أننى أتحدث عن أشياء غريبة لم يعد لها وجود الآن وهى الحب والتسامح والقناعة والرضا بما قسمه لنا الخالق جل شأنه ولكنى كنت ومازلت بل وسأظل على يقين تام بأن تلك الصفات النبيلة أبداً لن تختفى ولن تغيب عن حياتنا طالما نحمل بين ضلوعنا قلوباً تنبض بالحب ولدينا إرادة قوية وعزيمة لا تلين ورغبة حقيقية فى أن نفسح المجال أمام مشاعرنا الصادقة والحقيقية لأن تكبر وتنمو وتتزايد وتحتل المساحات الأكبر فى حياتنا، فالخير هو طبيعة الأشياء ونحن من نغير مفهوم الخير ونحوله إلى أشياء أخرى وذلك حينما نتمادى فى إغراق أنفسنا داخل مفردات بعيدة كل البعد عن العقل والمنطق.

ومع بداية عام جديد أقول للجميع: افتحوا نوافذ الخير فى قلوبكم وأغلقوا أبواب الشر بكل ما أوتيتم من قوة لتبتعد تلك الصفات غير الحميدة وتذهب بعيداً إلى من هم يستحقونها، وهيئوا الطريق للحب والتسامح والمصالحة مع النفس حتى يصل الحب إلى قلوبكم ويتسيد الموقف، فالحب سيظل هو إكسير الحياة والقناعة حينما تكون هى الدستور الذى يحكم تلك الحياة ويتولى إدارة شئونها فإنه -وبكل تأكيد- سينعكس ذلك على حياتنا بالكامل بل وعلى حياة من يحيطون بنا أيضاً ، فنحن لا نستطيع العيش بمفردنا فى هذه الحياة الصعبة القاسية والموحشة، لذا فإننى أقولها بكل صراحة ووضوح «بالحب والتسامح يهون كل شيء مهما كان صعباً وقاسياً».     إننى أتمنى فى العام الجديد أن يسود الأمان والاستقرار وأن يحفظ لنا الله وطننا الغالى مصر وتتحقق فيه أمنيات وطموحات جمهوريتنا الجديدة، وأتمنى من كل قلبى أن نكون بالفعل على أعتاب عام مليء بالسعادة والأفراح والمناسبات السارة التى تنسينا كل هذا الكم من الشقاء الذى عايشناه من أزمات طاحنة وكوارث لم تكن فى الحسبان أربكت العالم كله وغيرت مفردات حياتنا بالكامل وقلبتها رأسًا على عقب فى ظل الأوبئة والحروب. أتمنى أن يكون عام 2023 هو عام الاستقرار على العالم كله وأن يسود مجتمعاتنا العربية الأمن والأمان.