100 عام على اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبى توت عنخ آموندور مهم لرجال الآثار المصريين فى هذا الاكتشاف.. ولعن

العالم,الفراعنة,إزالة,الذهب,المقابر,بريطانيا,اكتشاف,يوم,الأولى,مقبرة,مصر,الحكومة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. ياسمين الكاشف تكتب:  الاحتفال بمئوية الكشف الأثرى الأهم فى القرن العشرين

د. ياسمين الكاشف تكتب: الاحتفال بمئوية الكشف الأثرى الأهم فى القرن العشرين

◄100 عام على اكتشاف مقبرة "الفرعون الذهبى" توت عنخ آمون 

◄دور مهم لرجال الآثار المصريين فى هذا الاكتشاف.. و"لعنة الفراعنة" ساهمت فى الرواج عالمياً

◄معرض أكسفورد المقام حاليا فى بريطانيا: مصريون كثيرون شاركوا فى الحدث العملاق

◄هوارد كارتر كانت لديه عقلية استعمارية ويميل إلى عدم معاملة المصريين على قدم المساواة مع البريطانيين فى بعثته الأثرية

 

كما كان الفرعون الذهبى الصغير توت عنخ آمون محظوظاً فى حياته فإنه أيضاً كان محظوظاً بعد مرور كل هذه السنوات على رحيله ، حيث لم يحظ اكتشاف أثرى بمثل ما حظى به اكتشاف مقبرته ، فأصبحت مقتنيات الملك الصبى من أكثر الكنوز الأثرية جاذبية حول العالم ، حيث اعتبر علماء الآثار أن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون أهم اكتشاف أثرى فى القرن العشرين ، فمن ناحية العدد المجرد يعتبر الرقم الذى وصلت إليه البعثات الاكتشافية رقما مذهلا فقد كشفت عما يتجاوز 5 آلاف قطعة أثرية تتضمن الأقنعة والمقتنيات الشخصية للملك الصبى فضلا عن كميات من المقتنيات الذهبية فبعد إزالة الكفن المصنوع من القماش وجد هوارد كارتر وبعثته الأثرية قبل مائة عام مومياء توت عنخ آمون وهو بكامل زينته من قلائد وخواتم والتاج والعصى وكانت كلها من الذهب الخالص، ولإزالة هذه التحف اضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها وبعد إزالة الحلى أعاد الفريق تركيب الهيكل العظمى للمومياء ووضعوه فى تابوت خشبى.

واللافت للنظر أن قصة لعنة الفراعنة كانت مصاحبة للاكتشاف إذ نشرت الصحف البريطانية عنها كلما تصاعد الاكتشاف أو ظهرت آثار وقد تبين فيما بعد أنها كانت قصة ملفقة حيث اختلقها المراسل الصحفى أرثر ويجال ، ففى البداية كان هناك القليل من المضمون الشائع عن "لعنة الملك توت" غير أن الأمر تطور بورود أخبار عن وفيات متوالية لمكتشفى المقبرة بخلاف الشائعات التى راجت قبل مائة عام عن أن بعض الحروف الهيروغليفية على جدران المقابر تحتوى على تحذيرات رهيبة للصوص القبور.

ولم تكن بعثة هوارد كارتر واللورد كارنارفورد مجرد بعثة بريطانية تستهدف الكشف عن آثار فرعونية بل كانت حدثا مهما وبارزا تصدر الصحف البريطانية منذ الإعلان عن الفكرة وحتى وصول هوارد كارتر إلى كشفه.

والحق يقال فإن الصحافة لعبت دوراً كبيراً فى شهرة هذا الاكتشاف حيث ساهمت الصور التى نشرتها الصحف فى رواجه فقد ظهرت الصور فى أكثر من أرشيف عالمى وحلت محل أدبيات أخرى فى تاريخ الآثار العالمى، وفى واحدة من أكثر الصور شهرة فى القرن العشرين جلس عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر يتفقد تابوت توت عنخ آمون فى عام 1922 بينما استقر أحد أعضاء فريقه المصرى فى مكان قريب.

ونظراً للأهمية الكبيرة لهذا الاكتشاف العظيم فقد أقيمت معارض لا تنتهى عن الاكتشاف ومنها معارض مستمرة حتى يومنا وأبرزها معرض أكسفورد حيث تحفل مذكرات هوارد كارتر الموجودة فى معرض أكسفورد المقام حاليا بمناسبة مرور مائة عام على كشف مقبرة توت عنخ آمون بالكثير من الأحداث لكن أبرزها فى الرابعة من عصر يوم 26 نوفمبر 1922، عندما نظر كارتر وراعيه اللورد كارنارفون إلى القبر لأول مرة، وكسرا ختمًا استمر لأكثر من 3000 عام وبدأ التنقيب عن الموقع القديم الوحيد الذى لم يمس، موقع الدفن الملكى فى وادى الملوك توت عنخ آمون ، ويعرض المعرض أول إشارة مكتوبة لكارتر للاكتشاف فى أحد دفاتر الجيب الخاصة أو "النوتة" التى استخدمها لتسجيل أنشطته خلال الأشهر الثمانية التى قضاها كل عام فى مصر والتى قال فيها "تم العثور على الخطوات الأولى للقبر" عبر قلم رصاص نقل حماسًا لا يمكن كبته وهو ما سجله يوم السبت 4 نوفمبر 1922.

ومما لا شك فيه أن شخصية توت عنخ آمون ثرية جدا بدءا مما يتعلق بحياة توت عنخ آمون الأسرية فوالدة توت عنخ آمون الحقيقية غير معروفة لكن من الغالب على الظن أنها لم تكن الزوجة الرئيسية لإخناتون الملكة نفرتيتى على الرغم من أن علماء المصريات ما زالوا يناقشون هذا لكن المؤرخين أكدوا أنه عندما كان رضيعًا رضع توت عنخ آمون من قبل أخته غير الشقيقة ميريتاتن من مواقع صورة عائلية مرسومة فى مقبرة فى مدينة العمارنة القديمة تظهر ميريتاتن وهى ترضع شقيقها الرضيع وفقا لما أورده موقع لايف ساينس هذا بخلاف غموض أسباب موته التى لم يتم التوصل إليها بشكل قاطع حتى الآن وكونه كان ملكا حديث السن تولى الحكم صبيا وانتهت حياته قبل العشرين.

وهناك مسألة فى غاية الأهمية وهى أنه غالبًا ما ينسب الفضل إلى هوارد كارتر فى الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون لكن الحقيقة تقول إن مصريين كثيرين شاركوا فى الحدث العملاق وهو ما كشفت عنه صور معرض أكسفورد المقام حاليا فى بريطانيا إلا أن التوصل إلى هوياتهم صعب حيث تقول دانييلا روسيناو مسئولة المشروع فى كلية الدراسات الآسيوية والشرق أوسطية بجامعة أكسفورد "لا نعرف سوى أسماء رؤساء العمال الأربعة الذين وظفهم كارتر، والذين سماهم وشكرهم فى منشوراته وهم أحمد جرير وجاد حسن وحسين أبو عوض وحسين أحمد".

كما نعرف أيضًا محمد صالح حمدى بك وهو طبيب مصرى شارك فى تشريح جثة توت عنخ آمون، وحسين عبد الرسول ، فتى الماء الذى يعد وفقًا لبعض الروايات من أوائل الواصلين إلى المقبرة.

ووفقا لموقع لايف ساينس أكد عدد من علماء المصريات أن هوارد كارتر كانت لديه عقلية استعمارية وأنه كان يميل إلى عدم معاملة المصريين على قدم المساواة مع البريطانيين فى بعثته الأثرية وفى هذا الشأن قال عالم الآثار الكبير د.زاهى حواس فى تصريحات صحفية: "أحد أكبر أخطاء كارتر هو كيفية معاملته للمصريين، لم يسمح لأى مسئول مصرى بزيارة المقبرة ، لكنه خطط لفتح غرفة الدفن والتابوت مع فريقه وزوجاتهم".

ولفت حواس إلى أن هذا الحادث زاد من التوترات بين كارتر ووزير الآثار المصرى آنذاك مرقص حنا وأنه مع إقالة الأخير فى عام 1924، بعد تغيير فى الحكومة المصرية فى عام 1925 ، سُمح لكارتر باستئناف العمل فى الموقع.

وقال حواس أيضاً : "حفرياتنا الآن تحظى بإعجاب الفرق الأثرية الأجنبية، نحن لسنا ضد البعثات الأجنبية ، لكن يمكننا التنافس".