مؤتمر المناخ يفتح الباب أمام الجميع للتوعية بأزمة التغيرات المناخيةرسالة مصر للعالم: الدولة بكافة أطيافها

ياسمين الكاشف,ياسمين الكاشف تكتب,الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة,مصر,مواقع التواصل,القاهرة,البابا تواضروس,شيخ الأزهر,يوم,العالم,مبادرة,المواطنين,التنمية,اليوم

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. ياسمين الكاشف تكتب:  "رجع الطبيعة لطبيعتها".. مبادرة مصرية لإنقاذ البشرية

د. ياسمين الكاشف تكتب: "رجع الطبيعة لطبيعتها".. مبادرة مصرية لإنقاذ البشرية

◄مؤتمر المناخ يفتح الباب أمام الجميع للتوعية بأزمة "التغيرات المناخية"

◄رسالة مصر للعالم: الدولة بكافة أطيافها على وعى بقضية المناخ

◄مبادرات لإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية والتخلص من الأكياس البلاستيكية وتنظيف الشواطئ وتلوث الهواء

◄إطلاق مبادرة "مناخنا.. حياتنا" بالتعاون مع الأزهر الشريف لنشر الوعى البيئى من خلال الواعظين

الحملة الوطنية للتوعية بقضية التغيرات المناخية تحت شعار "رجع الطبيعة لطبيعتها" لم تستمد أهميتها من كونها أبرز وأحدث الأنشطة المهمة التى أطلقتها مؤخراً وزارة البيئة بقيادة الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المنسق والمبعوث الوزارى لمؤتمر تغير المناخ COP27، وإنما تكمن أهميتها الحقيقية فى هذه الحلقة النقاشية التى تم تنظيمها بمعرفة وزارة البيئة والتى تعكس بشكل حقيقى الفكر المصرى الخالص الذى يستهدف فى المقام الأول الحفاظ على البشرية جمعاء خاصة أن هذه الحملة تم إطلاقها فى الأساس بهدف التعريف بالتغيرات المناخية وتأثيرها على حياة المواطنين فى شتى أنحاء العالم من خلال نشر رسائل دقيقة عن الأضرار التى تسببها التغيرات المناخية وعلى وجه الدقة من ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، وارتفاع منسوب سطح البحر والتصحر واختفاء بعض الأطعمة وتدهور الأراضى الزراعية وغيرها من التأثيرات.

والحق يقال فإن أهم وأبرز النتائج الإيجابية لهذه الحلقة النقاشية فإنها تضمنت عرضاً تفصيلياً لما قامت به الدولة من مشروعات استهدفت من خلالها مجابهة التغيرات المناخية والدور الملقى على عاتق المواطن والذى يتمثل فى ضرورة اتباع السلوكيات الإيجابية التى تقلل من الانبعاثات وتخفيف آثار التغيرات المناخية، حيث كان من بين الحضور لمناقشات الحلقة النقاشية الدكتور على أبو سنه الرئيس التنفيذى لجهاز شئون البيئة ولفيف من السادة الإعلاميين وعدد من القيادات المعنية بالوزارة وذلك بأحد فنادق القاهرة. لقد أكدت وزيرة البيئة خلال هذه الحلقة النقاشية وبشكل حاسم لا يقبل الشك أن ملف البيئة الذى أصبح له أهمية كبرى بفضل الاهتمام الملحوظ من جانب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، منذ أن وضع هذا الملف على رأس أولويات الدولة المصرية وذلك منذ عام 2018 خلال مؤتمر التنوع البيولوجى الذى استضافته مصر وهو ما أعطى لملف البيئة أهمية ووزنا كبيرا، على الرغم من أن التحدى الأكبر فى الملف البيئى كان هو الوعى البيئى الذى يسعى من أجل ضرورة جعل المواطن يشارك فى عمليات الحفاظ على البيئة، خاصة أن البيئة لم تعد ضربًا من ضروب الرفاهية.

ووجهت وزيرة البيئة ثلاث رسائل هامة وهى ضرورة توحيد الرسالة الإعلامية من خلال أن مصر تستضيف هذا المؤتمر للتنفيذ، وتوجيه رسالة على المستوى الوطنى أن مشاركة المواطن فى مكافحة تغير المناخ ستؤدى بصورة إيجابية إلى الحد من وتيرة هذا التغيير، كما أن كل مواطن من مكانه يستطيع إحداث التغيير إذا فكر فى فعل وقام بتنفيذ عدد من الممارسات البيئية السليمة فى حياته.

وأكدت وزيرة البيئة ضرورة التركيز على أن ما تقوم به الدولة المصرية ليست قائمة فقط على الاستعدادات اللوجستية للمؤتمر، مشيرة إلى قيام الدولة المصرية بوضع الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 وهى لم تكن التزاما عليها، ووضعت كذلك خطة المساهمات الوطنية لخفض الانبعاثات وهى طوعية لرفع الطموح من خلال أرقام فعلية، كما أصدرت حزمة من المشروعات لربط التنمية والغذاء والطاقة وهو نموذج تريد به مصر قيادة العالم حيث تسعى مصر إلى الذهاب لمؤتمر المناخ ويكون لها دور فارق فى هذا الحدث الهام. 

وأشارت وزيرة البيئة أيضاً إلى مبادرة "إتحضر للأخضر" التى تم إطلاقها تحت رعاية رئيس الجمهورية حيث حققت نجاحاً كبيراً خاصة أنها تهدف إلى التحول للأخضر على الساحة الوطنية والمحلية، موضحةً أن الوزارة توالت فى إطلاق العديد من المبادرات البيئية كمبادرة "إيكو إيجيب" التى تهدف إلى الترويج لعدد 13 محمية طبيعية، ومبادرة "E_tadweer" لإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية، كما كان هناك اهتمام بموضوعات بيئية أخرى كالتخلص من الأكياس البلاستيكية، وتنظيف الشواطئ، وتلوث الهواء. وفى نفس السياق أوضحت أنه بعد نجاح مصر فى الحصول على استضافة مؤتمر المناخ COP27، أدركنا أهمية العمل على زيادة وعى المواطن المصرى  ومشاركة كافة أطياف المجتمع فى التصدى للتغيرات المناخية بالتوازى مع التحضيرات اللوجستية والتفاوضية للمؤتمر، مشيرة إلى إطلاق أول حوار وطنى حول التغيرات المناخية بمدينة شرم الشيخ والذى يهدف إلى تنفيذ لقاءات وندوات فى كافة محافظات الجمهورية لتوعية المواطنين وتلقى مقترحاتهم وأفكارهم للتصدى للتغيرات المناخية، وذلك بمشاركة الأزهر والكنيسة المصرية.

وأكدت اهتمام كل المؤسسات الدينية بالعمل البيئى وهو ما انعكس فى اهتمام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثانى بالمشاركة فى نشر الوعى حيث تم إطلاق مبادرة "مناخنا .. حياتنا" بالتعاون مع الأزهر الشريف لنشر الوعى البيئى من خلال الواعظين، مشيرة إلى أن هناك علاقة بين العلوم  البيئية والدين والشريعة لذلك تم إطلاق الحملة مع الأزهر الشريف لمدة عام واليوم نطلق حملة رجع الطبيعة لطبيعتها.

وشددت وزيرة البيئة على أن المؤتمر هو حدث جلل وتاريخى ونتشرف باستضافته بدعم وقيادة القيادة السياسية، مؤكدة على أننا نعى جميعاً أن هذا الحدث سينتهى لكن ما يبقى هو ما نقوم به اليوم من رفع الوعى وتنمية السلوكيات  الإيجابية نحو البيئة وإحداث حراك اجتماعى ندرك  فيه حقيقة التغيرات المناخية وأهمية العمل البيئى من كافة أطياف المجتمع.

وبعيداً عن كل ما قيل عن مميزات الحملة الإعلامية "رجع الطبيعة لطبيعتها"  فهى فى حقيقة الأمر  تميزت أيضاً بالبساطة والعمق وأخذت وقتاً طويلاً للخروج  بهذه الصورة التى حققت لها القبول والإشادة من قبل الجميع حيث تم ربطها بأماكن والمناسبات والفواكه التى يحبها الجميع وتميزت الرسالة فيها بالتدرج فى التعريف بمفهوم تغير المناخ ودور الدولة ثم دور المواطن ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث يتم العمل من خلال مسارات أخرى  هامه فى إطار الحملة الوطنية لتغير المناخ، وذلك جنباً إلى جنب مع الحوار الوطنى للمناخ ، وتشمل الشاشات الإلكترونية الموزعة على مستوى الميادين العامة، والمطارات والتى يتم عرض الإعلان من خلالها، كما تم تنفيذ انفوجراف للإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ  لشرحها بصورة سهلة ومبسطة، كما يتم اتباع طرق جديدة غير تقليدية بعيدًا عن الأسلوب النمطى فى نشر الوعى بالقضية، حيث يتم التواصل مع الفنانين لنشر الرسائل الإعلامية الخاصة بالحملة الإعلامية لتغير المناخ، بالإضافة إلى الحوارات فى برامج التوك شو والبرامج  الرياضية ، بالإضافة إلى التوعية على مواقع التواصل الاجتماعى،  والأنشطة التوعوية على أرض الواقع من خلال الحوار الوطنى للمناخ،  ومبادرتى الأزهر والكنيسة وغيرها من المبادرات الأخرى لمنظمات المجتمع المدنى.

وهنا يبدو أن الهدف من تلك المجهودات والأنشطة المتنوعة يصب فى أن تصبح الجمهورية الجديدة يوم السادس من نوفمبر المقبل تتحدث كلها عن تغير المناخ، وهى رسالة فى حد ذاتها هامة جدا، لذلك نريد أن نوصل رسالة للعالم  أجمع خلال المؤتمر بأن الدولة المصرية بكافة أطيافها بشعبها رجال، ومرأة، وشباب، والكنيسة ، والأزهر، والعمال، والقطاع الخاص، والمجتمع المدنى، جميعهم على وعى كبير بقضية التغيرات  المناخية.