تحرك الدولة لإخماد الحريق وإنقاذ الضحايا كان سريعا واحترافيا وبدأ خلال دقائقوجود رئيس الحكومة والوزراء فى م

رجال,الإعلام,الوزراء,مصر,الحكومة,شاب,مجلس الوزراء,رئيس الوزراء,الأرض,حريق,شيخ الأزهر,الغربية,وزير التنمية المحلية,حماية,الصحة,تصوير

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
محمد فودة يكتب:  مصر الحقيقية التى رأيتها أمام كنيسة الشهيد أبو سيفين

محمد فودة يكتب: مصر الحقيقية التى رأيتها أمام كنيسة الشهيد أبو سيفين

◄تحرك الدولة لإخماد الحريق وإنقاذ الضحايا كان سريعا واحترافيا وبدأ خلال دقائق 

◄وجود رئيس الحكومة والوزراء فى مكان الحادث تأكيد على أن المسئولين لا يعيشون فى عزلة 

◄حكايات جيران الكنيسة المسلمين عن المشاركة فى إنقاذ الضحايا ملحمة مصرية حقيقية 

 

◄رسالة الحادث الكبرى.. لن يقدر أحد على مصر المتماسكة التى يقف أبناؤها جميعا فى خندق واحد 
 

على الفور وبعد دقائق قليلة من اندلاع الحريق فى كنيسة الشهيد أبو سيفين فى المنيرة الغربية بأرض المطار بإمبابة، تحركت أجهزة الدولة جميعها وبسرعة خاطفة، فقد تبلغ بخبر الحريق فى الساعة ٨ و٥٧ دقيقة، لتصل أول سيارة إسعاف إلى المكان فى الـ ٩ ودقيقتين، أى بعد خمس دقائق فقط، وتصل أول حالة من حالات الضحايا إلى مستشفى إمبابة العام فى الـ ٩ و١٠ دقائق، بما يعنى أن  أحدًا لم يتأخر أبدًا كما حاولت القنوات المغرضة تصوير الأمر على غير حقيقته. 

حالة حصار الحريق وإنقاذ المصابين وإخلاء من لحقوا بربهم، كانت سريعة وجرت بفدائية شديدة، وتسجل لنا الصور والفيديوهات الدور الكبير الذى قام به رجال الحماية المدنية، الذين تعرض بعضهم لإصابات بالغة، لكن هذا هو دورهم وقدرهم، فهم لا يتأخرون أبدًا عن تقديم كل ما يملكون لخدمة مصر وأهلها جميعا. 

الوزراء وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء توجهوا إلى مكان الحادث، وكان لافتا أن الدكتور مصطفى مدبولى ومعه اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية الجديد كانا فى مدينة العلمين الجديدة، حيث أدى الوزراء الجدد اليمين الدستورية تمهيدا لأداء مهامهم، لكنهما على الفور انتقلا من العلمين الجديدة إلى إمبابة لمتابعة الحادث على الأرض وعن قرب. 

فى أرض الحادث تفقد الدكتور مصطفى مدبولى كنيسة الشهيد "أبى سيفين" للوقوف على تطورات موقف الحادث المؤلم، والحريق الذى وقع صباحا  بالكنيسة، رافقه الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، والسيدة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، واللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، واللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، وعدد من قيادات وزارة الداخلية، وقساوسة الكنيسة.

فور وصوله إلى موقع الحادث، حرص رئيس الوزراء على أن يصعد إلى الدور الأخير أعلى الكنيسة، وهو الدور الذى نشب به الحريق.

وقال رئيس الوزراء: هذا الحادث آلمنا جميعا واستقبلناه بحزن شديد ونحن جميعا أخوة فى الوطن، متقدما بخالص التعازى لقساوسة الكنيسة ولأسر الضحايا، كما تمنى من الله الشفاء العاجل للمصابين.

ووجه الدكتور مصطفى مدبولى بالبدء على الفور فى ترميم المبنى وإعادته بأفضل حال مما كان عليه.

ووجه رئيس الوزراء وزيرة التضامن الاجتماعى بسرعة صرف التعويضات بشكل فورى، بواقع 100 ألف جنيه لأسرة كل ضحية من ضحايا الحادث، و20 ألف جنيه  كحد أقصى لكل مصاب.

وقالت الوزيرة فى هذا الصدد: سنقوم بصرف التعويضات على الفور بعد حصر أعداد المصابين والضحايا.

كما كلف رئيس الوزراء الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، بتقديم جميع أوجه الرعاية الطبية لمصابى الحادث، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، الذى يتابع أولاً بأول تطورات حالة المصابين، والوقوف على حجم الخسائر.

وجدد رئيس الوزراء التأكيد على أن هذا الحادث آلمنا جميعاً كمصريين، لأننا نتشارك وطنا واحدا، قائلاً: "المكروه الذى يصيب أحدا منا كأنه أصاب الجميع"، مشيراً إلى أن هذا الحادث أحزننا جميعاً، داعياً الله أن يُلهم أسر الضحايا وذويهم الصبر والسلوان، وأن يتم شفاء المصابين فى القريب العاجل.

وتحدث رئيس الوزراء مع عدد من القساوسة أثناء تجوله فى موقع الحادث مؤكدا لهم أنه جاء على الفور من مقر مجلس الوزراء بالعلمين الجديدة بعد وقوع الحادث مباشرة للاطمئنان على المصابين والوقوف على حجم الخسائر، مؤكدا خلال حديثه مع القساوسة أننا أخوة ونتشارك هذا الوطن، ونعمل على حماية الجميع.

كما زار رئيس الوزراء المصابين بمستشفى العجوزة الذى استقبل عددا من الحالات المصابة لتلقى أوجه الرعاية الصحية اللازمة، مجدداً التوجيه بتقديم جميع أوجه الرعاية المطلوبة لمصابى الحادث الأليم، وخلال تفقده المستشفى، أجرى الدكتور مصطفى مدبولى حواراً مع عدد من المصابين اطمأن خلاله على حالتهم الصحية والخدمات المقدمة لهم، داعياً الله بالشفاء العاجل لهم، قائلاً: "توجيهات من الرئيس بتقديم الخدمات الطبية الكاملة لكل المصابين".

هذا التحرك الحكومى المتوقع والاحترافى عكس تغيرا كبيرا فى صورتنا عن أداء الحكومات السابقة، التى كان يتسم أداؤها بالبطء الشديد، وكان هذا مثار استهجان الناس، ورغم أن هذا هو دور الحكومة والواجب عليها تماما، فإننا أمام وزراء على قدر المسئولية وهو ما يوجب شكرهم والثناء عليهم. 

ما يجعلنا جميعا نطمئن أن هذا الحادث كشف ضمن ما كشف عن المعدن الحقيقى للشعب المصرى، فقد سارع حيران الكنيسة من المسلمين إلى التحرك السريع لحصار الحريق وإنقاذ الضحايا. 

فإحدى جارات الكنيسة التى تحدثت معها وسائل الإعلام قالت إنه كانت هناك ملحمة بطولية شهدتها المنطقة من أهاليها لإنقاذ ضحايا حريق كنيسة أبوسيفين بإمبابة، حيث لم يفرق الحريق بين مسلم أو مسيحى، وتدخل الجميع لإنقاذ أرواح بريئة قبل اختناقها بدخان الحريق الذى نشب صباحا. 

وتقول السيدة التى كانت شاهدة عيان على الحادث : إن الجميع أسرعوا إلى منازلهم لجلب الملاءات والسجاجيد وكل ما هو ضرورى لإنقاذ المصابين أو مواراة الجثامين لحين وصول سيارات الإسعاف لنقلهم للمستشفيات لتلقى الإسعافات الطبية والرعاية الصحية اللازمة. 

وإلى جوار هذه السيدة ظهر شاب فدائى لا يفكر فى شيء إلا إخماد الحريق وإنقاذ الضحايا، الشاب يعمل فى محل مقابل للكنيسة، أكد أيضا للصحف والمواقع الصحفية أن من كانوا داخل الكنيسة كانوا لا يستطيعون الخروج منها، وبدأ إخماد الحريق من قبل أهالى المنطقة حتى وصول سيارات الإطفاء للسيطرة والحد من الحريق، حتى يتمكن الأهالى من رفع ضحايا الحريق من السيدات والأطفال والرجال. 

الأزهر الشريف لم يكتف بإصدار بيان أو تقديم تعزية، ولكنه شارك بفعالية فى التصدى لآثار الحريق، فقد وجه الإمام الأكبر  الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، القائمين على الإدارة العامة للحسابات الخاصة بالأزهر، بسرعة التنسيق مع الجمعيات الأهلية لصرف إعانات نقدية عاجلة لعائلات المتوفين فى حريق كنيسة أبو سيفين فى إمبابة بمحافظة الجيزة، كما وجه بفتح أبواب مستشفيات جامعة الأزهر أمام مصابى الحادث الأليم لتقديم كل أوجه الدعم جنبًا إلى جنب مع مستشفيات مؤسسات الدولة، فضلًا عن تقديم الدعم النفسى اللازم.

ما جرى رغم قسوته الشديدة، فإن الله يكتب لمصر دائما المنحة من قلب المحنة، فقد بدا للجميع أن هذا الشعب لن يستطيع أن يكسره أحد، ولن يفرقه أحد، فهو فى الخطر والملمات يد واحدة وقلب واحد، وإذا كان هناك من يشكك فى قدرة مصر على تجاوز الأزمات فعليه فقط أن يعيد قراءة ما حدث فى إمبابة.