- لماذا قابل الرئيس جون كيرى فى قصر الاتحادية.. وما سر زيارة المبعوث الأمريكى الخاص فى هذا التوقيت- هل عادت

الأمم المتحدة,الاستثمار,القاهرة,رئيس الوزراء,بايدن,الأرض,العالم,القوات المسلحة,الديمقراطية,الرئيس السيسى,وزير الخارجية,الأولى,خروج,السيسى,تويتر,الوزراء,النقل,محمود الشويخ,مصر,ياسمين فؤاد

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب: «الصديق الوفى» ماذا فعل "رجل بايدن القوى" فى القاهرة؟

محمود الشويح - صورة أرشفية  الشورى
محمود الشويح - صورة أرشفية

- لماذا قابل الرئيس جون كيرى فى قصر الاتحادية؟.. وما سر زيارة المبعوث الأمريكى الخاص فى هذا التوقيت؟

- هل عادت العلاقات بين القاهرة وواشنطن إلى "عصر التحالف الإستراتيجى" من جديد؟.. وكواليس ما جرى فى الغرف المغلقة

- كيف نجحت مصر فى أن تثبت للعالم أنها "واحة الاستقرار" بعد سنوات الفوضى الشاملة؟

يعرف جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى سابقا والمبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص للمناخ، مصر جيدا!

كان هنا فى ٢٠١٣ فى أصعب الأوقات حين كان محمد مرسى مبعوثا من الإخوان إلى قصر الرئاسة فى غفلة من الزمن والتاريخ.

وكان الرجل لا يثق فى الإخوان أبداً، حتى إنه قال - بعد سنوات عند زيارته الأولى للقاهرة كوزير للخارجية فى مارس 2013 - إنه كره مرسى بمجرّد رؤيته.

قال كيرى، لمسئول عسكرى كبير بعد مقابلة محمد مرسى، أثناء مغادرة القصر الرئاسى: "إنه أغبى شخص قابلته فى حياتى"، وأضاف: "لن يفلح الأمر.. إنهم مجموعة من الحمقى".

ولم يهدئ من روعه سوى لقاء جمعه بالفريق أول آنذاك عبدالفتاح السيسى حين كان يشغل منصب وزير الدفاع.. قال السيسى لكيرى - كما ذكر فيما بعد - "لن أسمح لبلادى بالانزلاق نحو الهاوية".

ولأنه يفهم الإخوان جيدا ويعرف قيمة مصر ويدرك دور القوات المسلحة كان رأيه مخالفا لموقف إدارة أوباما التى أدارت ظهرها للمصريين بعد ثورة ٣٠ يونيو واختارت أن تقف على الضفة الأخرى نتيجة فهم خاطئ فى أحسن التفسيرات.

اختار جون كيرى، صاحب الخبرة الرفيعة فى شئون الشرق الأوسط، أن يقف على الطريق الصحيح، فصرح بأن "الجيش المصرى كان يستعيد الديمقراطية عندما أطاح بمحمد مرسى، وقال إن عزل رجل الإخوان جاء استجابة لمطلب "الملايين والملايين من الناس".

ولم يتوقف كيرى عند ذلك بل اتهم الإخوان بسرقة ثورة ٢٥ يناير، وقال:"إن فتيان ميدان التحرير لم يتحركوا بدافع من دين أو أيديولوجية، وإنما كانوا يريدون الدراسة والعمل وأن يكون لهم مستقبلهم الزاهر لا حكومة فاسدة تمنع كل ذلك" .

وأضاف: "لقد تواصلوا عبر تويتر وفيسبوك وهذا ما أنتج الثورة.. إلا أن هذه الثورة سرقت من قبل كيان كان الأكثر تنظيما فى البلاد وهو الجماعة".

وكان هذا أعنف انتقاد للجماعة الإرهابية من مسئول أمريكى.. ولهذا تكره الإخوان جون كيرى بشدة ولا تفوت فرصة دون الهجوم عليه.

ومن أجل ذلك كله وأكثر توقفت أمام الزيارة الأخيرة للرجل إلى القاهرة.. وهى زيارة مهمة فى توقيتها ومهمة فى أهدافها.. وفى الرسالة التى تحملها حول قوة العلاقات المصرية- الأمريكية مهما كانت محاولات "دق الأسافين" من قبل منظمات مشبوهة.

وكانت أولى محطات الزيارة مع استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى المبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص للمناخ، بحضور  سامح شكرى وزير الخارجية، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إلى جانب السفير جوناثان كوهين سفير الولايات المتحدة بالقاهرة.

الرئيس من جانبه رحب بزيارة المبعوث الأمريكى إلى مصر، وعقد الاجتماع الأول لمجموعة العمل المصرية- الأمريكية حول تغير المناخ خلالها، وذلك كإحدى نتائج الجولة الأخيرة للحوار الإستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة، معرباً عن التطلع لاستمرار التشاور مع الجانب الأمريكى حول موضوعات تغير المناخ خلال الفترة القادمة فى إطار الشراكة بين مصر والولايات المتحدة، وتحضيراً للقمة العالمية للمناخ COP27 المقرر عقدها بشرم الشيخ فى نوفمبر القادم، حيث أكد الرئيس أن مصر ستتبنى مقاربة شاملة ومحايدة خلال رئاستها لتلك القمة، وأنها ستأخذ فى الاعتبار أولويات ومواقف كافة الأطراف، وذلك لضمان خروج القمة بنتائج إيجابية فى صالح دعم عمل المناخ الدولى بكافة مكوناته، خاصةً ما يتعلق بخفض الانبعاثات، والتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ، وحشد تمويل المناخ الموجه إلى الدول النامية.

أما السيد جون كيرى فقد أعرب عن سعادته بلقاء الرئيس مجدداً، مؤكداً ثقة الجانب الأمريكى فى قيادة مصر لقمة المناخ المقبلة، وحرصهم على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى هذا الإطار، وذلك لدفع الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ. 

ثم أشاد المبعوث الأمريكى بما يلمسه المجتمع الدولى من جدية حقيقية من جانب الرئيس تجاه عمل المناخ الدولى، والتحول الأخضر وهو ما عكسته جهود مصر على المستوى الداخلى وكذلك الدولى من خلال مشاركة الرئيس فى قمة رؤساء الدول والحكومات على هامش مؤتمر جلاسجو العام الماضى، فضلاً عن المشاركة مؤخراً فى مؤتمر "محيط واحد" فى مدينة بريست الفرنسية، ومن بعدها رئاسته للمائدة المستديرة حول تغير المناخ خلال القمة الإفريقية- الأوروبية الأخيرة ببروكسل، مؤكداً أهمية هذه الجهود فى التعبير عن شواغل الدول النامية، خاصةً الإفريقية، فيما يتعلق بتعزيز عمل المناخ بها.

ليس هذا فقط فقد شهد اللقاء التباحث بشأن سبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين من خلال مشاركة الشركات والمؤسسات الأمريكية فى جهود مصر للتحول إلى مركز للطاقة والأهداف الطموح التى تتبناها فى هذا المجال، وفى مقدمتها إنتاج الهيدروجين الأخضر، والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ومشاريع النقل منخفض الكربون والنقل الكهربائى، خاصةً أن مصر قد اتخذت خطوات فعالة فى سبيل تهيئة المناخ المحفز للاستثمارات فى هذه المجالات، سواء من خلال إصدار وتعديل القوانين والتشريعات المطلوبة، أو من خلال توفير آليات تمويل مبتكرة للمشروعات الخضراء مثل السندات الخضراء التى طرحتها مصر مؤخراً.

أما المحطة الثانية فكانت مع استقبال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، كيرى والوفد المرافق له، حيث رحب بزيارة المبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص للمناخ إلى مصر، مشيراً إلى أنها تأتى خلال المرحلة التى تستعد فيها مصر لاستضافة الدورة الـ 27 من مؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27 فى نوفمبر 2022، بما يعزز من التشاور مع الجانب الأمريكى حول موضوعات تغير المناخ خلال الفترة القادمة، والبناء على نتائج مؤتمر جلاسكو، واستعراض الرؤى والإستراتيجيات المصرية ذات الصلة بالعمل المناخى. 

الدكتور مصطفى مدبولى استعرض فى هذا الصدد الجهود الوطنية فى إطار الاستعداد لاستضافة مؤتمر COP27، لافتاً إلى أنه تم تشكيل لجنة عليا للتحضير للاستضافة برئاسته وعضوية كل الجهات المعنية، تجتمع بشكل شبه أسبوعى لمناقشة كل التفاصيل الخاصة بالاستضافة.

كما نوه إلى الانتهاء من مسودة "الإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050"، تمهيداً لإطلاقها قريباً، والتى تتضمن برامج ومشروعات محددة تستهدف ملف التغير المناخى بكل مكوناته، خاصةً ما يتعلق منه بخفض الانبعاثات، والتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ. 

أيضا أضاف رئيس الوزراء أن برامج ومشروعات التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية ركزت على تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وحماية الشواطئ، لاسيما أن شواطئ البحر المتوسط تعد من أكثر المناطق المهددة بالغرق نتيجة التغيرات المناخية، بالإضافة إلى مشروعات تحلية مياه البحر، لاسيما فى ضوء أزمة نقص المياه، مشيراً إلى أن هذه تعد بعضاً من المجالات التى نتطلع للتعاون فيها مع الجانب الأمريكى. 

من جانبه، أعرب جون كيرى عن إعجابه برؤية الرئيس السيسى وعزمه القوى فى مجال تعزيز العمل المناخى، وكذا ما بذلته مصر من جهود دءوبة فى هذا الصدد. 

كما أشاد المبعوث الأمريكى بما شهده العالم من تطور إيجابى فى المواقف الرامية إلى تعزيز العمل المناخى المشترك، لافتاً إلى أن مؤتمر جلاسكو COP26 شهد التزامات غير مسبوقة تعهدت بها الدول، لتنفيذ خطط للحد من ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، مستعرضاً فى هذا الصدد أبرز التعهدات التى قامت بها بعض الدول.

ولفت المبعوث الأمريكى لما لدى مصر من فرص كبيرة للبناء على زخم جلاسكو، وقيادة العمل المناخى خلال الفترة القادمة، مؤكداً أن تضافر الجهود الدولية وتعزيز العمل الجماعى، سوف يسهمان فى تحقيق المستهدفات المرجوة. 

ثم استعرض المبعوث الأمريكى جهود الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق تعهداتها الوطنية بخفض مستويات التلوث فى قطاع الطاقة إلى الصفر بحلول عام 2035، وتحقيق الحياد الكربونى الكلى فى البلاد بحلول عام 2050، بما فى ذلك قيامها بإغلاق نحو 500 محطة كهرباء تعمل بالفحم.

وفى السياق ذاته، أشار جون كيرى إلى أن كل ما حذر منه العلماء بشأن التغيرات المناخية تحقق بالفعل، ولكن التحدى الأكبر هو حدوث هذه التغيرات بشكل متسارع، مؤكداً أن تكلفة الاستثمار الجاد فى معالجة هذا الملف ستكون أقل بكثير من تكلفة الكوارث التى ممكن أن تحدث مستقبلاً، إذا ما بقى الوضع على ما هو عليه.

وأضاف أن لدى مصر المقومات الطبيعية التى تؤهلها لأن تلعب دوراً حيوياً فى العمل المناخى، بما فى ذلك طاقة الرياح والشمس، وغيرها، مستعرضاً فى هذا الصدد بعض التكنولوجيات الجديدة التى يمكن أن تستفيد منها، بما فى ذلك استخدام آليات متطورة وآمنة للطاقة النظيفة فى تحلية مياه البحر.

وأعرب عن تطلعه لقيام مصر خلال المرحلة المقبلة بتحديد أولوياتها الوطنية من البرامج والمشروعات المتعلقة بالعمل المناخى، تمهيداً لاستعراضها فى المحافل الدولية ذات الصلة، فى إطار استعدادها لاستضافة مؤتمر COP27، مؤكداً حرص بلاده على دعم خطى مصر نحو رئاستها المرتقبة للمؤتمر، واستعداد الشركات الأمريكية لتعزيز شراكاتها مع مصر فى هذا الصدد.

وعقّب الدكتور مصطفى مدبولى مرحباً بتعزيز التعاون مع الجانب الأمريكى سواءً على المستوى الحكومى، أو من خلال التعاون مع الشركات الأمريكية فى تنفيذ مشروعات الطاقة الجديدة وتحلية المياه وغيرها. 

أيضا اجتمع جون كيرى مع السيدة وزيرة البيئة وألقى محاضرة بالجامعة الأمريكية فى القاهرة وأجرى لقاءات إعلامية متنوعة.

إنها زيارة إستراتيجية بحق ستحدث زخما كبيرا فى العلاقات بين القاهرة وواشنطن.

ودائما وأبدا.. عاشت بلادى.