دورات استثنائية لـالقاهرة والإسكندرية والجونة فى مواجهة جائحة كورونا بالإجراءات الاحترازيةالدولة تدع

يوم,فيروس كورونا,مهرجان القاهرة,الإسكندرية,فيلم,باريس,مصر,فرنسا,سينما,التنمية,2021,حفلات,كورونا,القاهرة,العالم,الجونة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
محمد فودة يكتب: "عودة الروح".. المهرجانات السينمائية والتحدى الصعب

محمد فودة يكتب: "عودة الروح".. المهرجانات السينمائية والتحدى الصعب

◄دورات استثنائية لـ"القاهرة" و"الإسكندرية" و"الجونة" فى مواجهة جائحة "كورونا" بالإجراءات الاحترازية

◄الدولة تدعم إقامة المهرجانات الثلاثة بتوفير كميات ضخمة من اللقاحات

◄المهمة الأصعب تنظيم حفلات الافتتاح والختام بشكل يليق بريادتنا السينمائية بعيدًا عن التخبط

النتائج المذهلة التى حققتها مصر فى التصدى للتبعات الناجمة عن جائحة كورونا والتى حازت تقديرا دوليا من عدة مؤسسات وجهات مشهود لها بالشفافية، لم تذهب فى الهواء بل إنها كانت دافعاً قوياً لأن تستكمل مصر جهودها فى استمرار الحياة بشكل طبيعى دون التأثر بتلك الأزمة التى خلفتها جائحة فيروس كورونا وألقت بظلالها على مختلف دول العالم . وبينما كنت أتابع عن قرب تلك الاستعدادات التى تجرى على قدم وساق لتنظيم الدورات القادمة من ٣ مهرجانات سينمائية مهمة هى "القاهرة السينمائى الدولى" و"الإسكندرية السينمائى الدولى لدول حوض البحر المتوسط" و"الجونة السينمائى الدولى" تبادر إلى ذهنى على الفور تلك القدرة الفائقة التى اتسمت بها مصر فى التصدى لكورونا فلو لم تكن تلك القدرة على المواجهة قد أثبتت نجاحها فى مجالات عديدة ما كان يمكن بأى حال من الأحوال الإقدام على تنظيم تلك المهرجانات على هذا النحو من الاحترافية فى هذا الظرف الاستثنائى بدورات استثنائية أيضًا، فمن خلال معرفتى -عز المعرفة- بالوزيرة الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة أكاد أجزم أنها مقاتلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وإلا ما كانت حرصت على الدخول فى هذا التحدى الصعب وذلك بتقديم كافة أشكال الدعم للمهرجانات الثلاثة حتى يتم تنظيم دورات مبهرة تليق باسم ومكانة مصر باعتبارها دولة رائدة فى مجال صناعة السينما فى المنطقة، وكونها ثانى دولة فى العالم تنطلق بها صناعة السينما بعد فرنسا على يد الأخوين لوميير، حيث بدأ تاريخ مصر فى الأفلام بعد أشهر قليلة من عرض فيلم الإخوة لوميير فى أوروبا لذا تعد مصر من الدول القليلة بالعالم العربى والشرق الأوسط التى احترفت صناعة السينما بشكل مبكر.

والحق يقال فإن ما تقوم به وزارة الثقافة فى هذا الصدد ما هو إلا جزء من منظومة عامة تتبناها الدولة فى حربها ضد فيروس كورونا منذ بدء ظهور هذا الفيروس الغامض وحتى الآن وهو نهج احترافى فى إدارة الأزمات لم نكن نعرفه من قبل . وحتى نضع أيدينا على قيمة وأهمية تلك الدورات المرتقبة من المهرجانات السينمائية الثلاثة فإننى سوف أتناولها واحداً تلو الآخر وبالطبع فإن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى يقع فى صدارة هذه المهرجانات بحكم أنه الأقدم والأشهر بين المهرجانات السينمائية فى منطقة الشرق الأوسط، حيث بدأت أولى دوراته بعد حرب أكتوبر 73 بثلاث سنوات، وبالتحديد فى 16 أغسطس 1976 كنشاط كبير قامت به الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين والتى كان يرأسها آنذاك الكاتب الصحفى الراحل كمال الملاخ، الذى نجح فى إدارة هذا المهرجان لمدة سبع سنوات متواصلة حتى عام 1983 بعدها تم تشكيل لجنة مشتركة من وزارة الثقافة ضمت أعضاء الجمعية واتحاد نقابات الفنانين للإشراف على المهرجان وكان ذلك على وجه الدقة فى عام 1985 حيث تولى رئاسة المهرجان الكاتب الكبير والمبدع المتألق سعد الدين وهبة وبدأ بالفعل هذا المهرجان فى التألق ففى أثناء رئاسته أصبح مهرجان القاهرة يحتل مكانة عالمية بل حقق شهرة كبيرة فى جميع أنحاء العالم، واللافت للنظر أن تقرير الاتحاد الدولى لجمعيات المنتجين السينمائيين عام 1990 تضمن معلومات مفصلة عن أهم ثلاثة مهرجانات للعواصم، فجاء مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى المركز الثانى وذلك بعد مهرجان لندن السينمائى، بينما جاء مهرجان ستوكهولم فى المركز الثالث.

وبعد رحيل سعد الدين وهبة تولى الفنان حسين فهمى رئاسة المهرجان لمدة أربع سنوات من عام 1998 وحتى عام 2001، إلى أن تولى إدارته شريف الشوباشى حتى عام 2005 ليرأسه بعد ذلك الفنان د.عزت أبوعوف والفنان عمر الشريف كرئيس شرفى على مدى عامين متتاليين، ثم سهير عبدالقادر التى كانت تمثل آخر جيل الرؤساء الكبار للمهرجان الكبير والعريق. لذا فإن اهتمام وزارة الثقافة بهذا المهرجان على وجه الخصوص لم يأت من فراغ وإنما لكونه يعكس ريادة الدولة فى هذا المجال المهم. أما مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى فهو أيضًا يمثل تحديا كبيرا للدولة فى مواجهة جائحة كورونا حيث يتم دعمه من أجل تقديم دورة ناجحة تليق باسم ومكانة مصر، فهذا المهرجان الذى أسسته الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما يأتى فى المرتبة الثانية بعد مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فضلا عن ذلك فإن الدورة المقبلة سوف تشهد الاحتفال بمرور ١٢٥ عامًا على أول عرض سينمائى فى مصر والذى أقيم بالإسكندرية فى مقهى "زوانى" يوم ٦ يناير ١٨٩٦ بعد أيام من أول عرض فى العالم فى "الجراند كافيه" فى باريس فى ٢٥ ديسمبر ١٨٩٥وكان فيلما صامتا للأخوين لوميير، وذلك فى الدورة الـ٣٧ المزمع إقامتها فى الفترة من ٢٥ سبتمبر الجارى حتى ١ أكتوبر المقبل ومن المقرر أن يعرض بهذه المناسبة الفيلم الوثائقى "لوميير تانى مرة" إخراج أحمد عاطف لما يتضمنه من وثائق نادرة مزج فيها المخرج بين مشاهد قديمة صورها لوميير فى بدايات القرن التاسع عشر ليقوم بتصويرها مرة أخرى فى نهايات القرن العشرين وهذا الفيلم أنتجه صندوق التنمية الثقافية بمناسبة الاحتفال بمئوية السينما عام ١٩٩٥وعرض وقتها فى عدد من المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى وهو يعرض رؤيته لمصر بين القرنين نهاية القرن التاسع عشر ونهاية القرن العشرين .

ومن المقرر أن يشهد حفل الافتتاح أيضًا الاحتفال بمرور ١٢٥عامًا على دخول السينما إلى مصر من خلال اسكتش غنائى استعراضى وهو فى تقديرى ما يمثل قيمة مضافة لهذه الدورة المرتقبة من المهرجان الذى يتخذ طابعًا خاصًا منذ انطلاقه وهو التركيز على سينما حوض البحر الأبيض المتوسط. وحينما يأتى الحديث عن مهرجان الجونة السينمائى الدولى فإن ذلك يعنى الاحتفال بمرور 5 أعوام على اعتباره واحدًا من المهرجانات الرائدة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يسعى مهرجان الجونة السينمائى لاستكمال مهمته فى دعم السينما فى الشرق الأوسط والترويج لها، من خلال دورته الخامسة التى تقام فى الفترة ما بين 14-22 أكتوبر 2021 فى مدينة الجونة، وذلك بحسب بيانٍ رسمى صادر من قبل إدارة المهرجان.

وهنا يجب أن نعى جيدًا أن المهرجان يعتمد فى خططه للدورة الخامسة، على المنهج ذاته الذى اعتمده فى دوراته السابقة، ويستند فى نجاحه إلى التشجيع الكبير الذى يلقاه بواسطة صناع الأفلام ومحترفى السينما العربية والدولية، إضافة إلى جمهوره والإعلاميين والنقاد ومن المقرر أيضاً أن يستمر مهرجان الجونة السينمائى فى الصمود أمام التحديات رغم كل المعوقات التى خلفتها جائحة كورونا  فالجونة ومنذ افتتاح المهرجان تسعى وبإصرار كبير لأن تصبح وجهة ومنصة رائدة للفنون ومركزًا للتبادل الثقافى فى الشرق الأوسط. وإحقاقاً للحق فإن الدولة لم تدخر جهدًا من أجل تقديم دورات مرتقبة ناجحة ومبهرة من تلك المهرجانات الثلاثة حيث وفرت اللقاحات اللازمة ضد كورونا مع التشديد على اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والخطوات الوقائية التى تضمن دورات ناجحة بكل المقاييس تتضمن حفلات افتتاحها وختامها كافة عناصر الإبهار والمتعة بما يجسد على أرض الواقع ريادة مصر وقدرتها الفائقة على تقديم مستوى راقٍ من المهرجانات السينمائية بدورات استثنائية فى ظرف استثنائى أيضًا.