صممت خصيصا لتصبح مصدرا للإشعاع الثقافى والتنويرى وتطبيق الفكر التنموى فى جميع أنحاء مصرتضم أكبر دار للأوب

العاصمة الإدارية,اللبنانية,العالم,العاصمة الإدارية الجديدة,مصر,الحكومة,3 سنوات

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
محمد فودة يكتب:  مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية.. إنجاز القرن

محمد فودة يكتب: مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية.. إنجاز القرن

◄صُممت خصيصًا لتصبح مصدرًا للإشعاع الثقافى والتنويرى وتطبيق الفكر التنموى فى جميع أنحاء مصر

◄تضم أكبر دار للأوبرا فى منطقة الشرق الأوسط ومجموعة متنوعة من أفضل مسارح الأنشطة المتخصصة 

◄منارة للإبداع الفنى والفكرى والثقافى وفقًا لأعلى المواصفات العالمية وأرقى التصميمات المعمارية

◄المدينة تهدف إلى تحقيق طفرة فى تلقى المعرفة والتنوير وبناء الوعى

◄الحكومة أنشأت هذه المدينة العملاقة فى معدلات زمنية قياسية أبهرت العالم 

 

الحديث عن مدينة الثقافة والفنون التى يتم إنشاؤها داخل العاصمة الإدارية الجديدة يدفعنى للشعور بالفخر والإحساس بالزهو تجاه هذا الإنجاز الكبير الذى يستحق أن نطلق عليه ودون أى تردد أنه "إنجاز القرن"، فهو إنجاز حقيقى وبكل ما تحمله الكلمة من معنى، فكما هو معروف للجميع أن الحضارات تبدأ دائماً ببناء الإنسان وحتى يتم بناء هذا الإنسان على أسس سليمة فإن ذلك يتطلب وجود العديد من المؤسسات والهيئات التى تساعد على القيام بهذه المهمة على أكمل وجه، بل إن هذه المؤسسات من شأنها أيضاً أن تدخل بهذا الإنسان إلى مرحلة جديدة من التفكير، ومن هنا تأتى قيمة العاصمة الإدارية الجديدة، التى هى وبكل تأكيد ليست مجرد مجموعة من المبانى التى تضم مؤسسات الدولة فحسب، بل إنها صممت خصيصًا لتصبح مصدرًا للإشعاع الثقافى والتنويرى وتطبيق الفكر التنموى فى كافة أرجاء الجمهورية، فكما أن المصريين القدماء استطاعوا أن يبنوا حضارتنا العظيمة فإن أبناء هذا الوطن يستكملون الآن تاريخ الأجداد القدماء .

وهنا تبرز بوضوح قيمة وأهمية إنشاء مدينة الثقافة والفنون فى العاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 127 فدانا حيث  تضم هذه المدينة أكبر دار للأوبرا فى منطقة الشرق الأوسط، حيث تم تصميمها لتصبح بحق بمثابة منارة للإبداع الفنى والفكرى والثقافى وفقا لأعلى المواصفات العالمية وأرقى التصميمات المعمارية وبالتالى فإنها قادرة أيضاً على أن تصنع طفرة فى تلقى المعرفة والتنوير وبناء الوعى، بما يترتب على ذلك من خلق أجيال مستقبلية تبنى وتنهض بمجتمعها، ليس هذا فقط بل إن هذه المدينة الرائدة ستكون بمثابة منبر للفن والثقافة للعالم كله خلال الفترة المقبلة.

والحق يقال فإن العمل فى إنشاء هذه المدينة لا يتوقف، خاصة فى ظل وجود متابعة مستمرة من جانب الأجهزة الحكومية المشرفة على تنفيذ هذا المشروع الضخم فالمدينة، وكما صرحت بذلك سيدة الإبداع الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، تضم عددًا من المسارح وقاعات العرض والمكتبات والمتاحف والمعارض الفنية، لكل أنواع الفنون التقليدية والمعاصرة، من موسيقى ورسم ونحت ومشغولات يدوية وغيرها.

وتحوى المدينة قاعة احتفالات كبرى تستوعب 2500 شخص مجهزة بأحدث التقنيات المتعلقة بفنون الإضاءة والصوت والديكور، وبشيء من التفصيل فإن المسرح الصغير يضم قاعتين تستوعبان 750 شخصا للعروض الخاصة - ومسرح الجيب ويستوعب 50 شخصًا ومسرح الحجرة - ومركز الإبداع الفنى لشباب المبدعين - وقاعة عرض سينمائى يتم ربطها بالأقمار الصناعية، وثلاث قاعات للتدريب - واستوديو تسجيل صوتى مجهز بأحدث التقنيات - ومتحف تاريخ الأوبرا ومتحف مفتوح للفن الحديث - ومكتبة موسيقية ومكتبة مركزية تسع 6000 شخص - ومدينة الفنون) بها "رسم – نحت – موسيقى – تمثيل – رقص – أدب – الشعر".

وفى هذا السياق فإن خطوة إنشاء دار الأوبرا الجديدة بالعاصمة الإدارية، التى تعتبر جزءًا أساسيًا من مدينة الفنون والثقافة، تحتل حيزًا كبيرًا من الاهتمام باعتباره أعظم إنجاز ثقافى وفنى فى الشرق الأوسط، لما تحتويه هذه المدينة.

وبين دار الأوبرا فى العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة الثقافة والفنون يقع النهر الأخضر الذى يبلغ طوله 35 كم، و50% منه للاستثمار، ويضم عددًا من المتنزهات والحدائق، والملاهى والخدمات المختلفة.

كما أشارت الوزيرة الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم إلى أن مشروع مدينة الثقافة والفنون ودار الأوبرا الجديدة بالعاصمة الإدارية يقام على جزءين، الأول دار الأوبرا والثانى مدينة الفنون، وأوضحت أن مدينة الفنون هى الأكبر على مستوى العالم حيث إن مدينة الفنون مكونة من جزءين الأول المكتبة والثانى المتحف، وتربطهما مسلة فرعونية من صان حجر بمحافظة الشرقية، والهدف من إحضار هذه المسلة هو الربط على أرض الواقع بين التراثين الفرعونى والحديث، كما يوجد أيضاً مكتبة الطفل والصالون الثقافى وبيت العود والمسرح الرومانى ومبنى الموسيقى المعاصرة والسينما الوثائقية ومناحت والمسرح المكشوف والغابة الشجرية. والأمر الذى يدعو للمزيد من الفخر أن دار الأوبرا الجديدة لا يوجد مثلها فى العالم كله وهى كما سبق أن أشرت تعد المشروع الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، فهى مكونة من 5 قاعات، القاعة الرئيسية بها 2200 مقعد بتقنية حديثة، والقاعة الثانية هى قاعة الدراما وبها 632 مقعدا، وقاعة الموسيقى على شكل شجرة اللوتس لأول مرة فى مصر وبها 1168 كرسيا، والرابعة متحف الشمع لأول مرة على أرض مصر، والقاعة الخامسة قاعة التدريب.

والمثير للفخر أن المشروع كله يتم بالأيدى المصرية، فضلا عن ذلك فإن هناك تحديا كبيرا بعد إحضار شجرة الأرز اللبنانية التى تحتاج لأجواء مناخية معينة، ولكن مصر لديها مهندسون زراعيون على أعلى مستوى ونجحت بالفعل التجربة على الرغم من أن اللبنانيين أكدوا من قبل أن نتيجة حياة شجرة الأرز فى مصر (صفر) ولكن بفضل عبقرية المهندسين الزراعيين المصريين عمرها الآن فى مصر 3 سنوات .

واللافت للنظر أيضاً أن إجمالى عدد العاملين عند مرحلة البدء فى إنشاء مشروع مدينة الفنون كان 13 ألف مهندس وعامل يعملون على 24 ساعة، ولكن بعد قرب الانتهاء منها أصبح عددهم حاليا نحو 5 آلاف وتبلغ نسبة 70% من حجم المهندسين العاملين فى إنشاء مشروع مدينة الفنون من فئة الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 25 عاما و45 عاما.

لن أكون مبالغا حينما أقول إننا على أعتاب الدخول فى الجمهورية الجديدة ونحن نقف على أرض صلبة من حيث الأدوات والوسائل والأساليب التى تؤهلنا لأن نكون فى مصاف الدول الكبرى من حيث الاهتمام ببناء الإنسان والارتقاء بقضية الوعى، حيث تُعد مدينة الفنون والثقافة أكبر مدينة فنية وثقافية فى الشرق الأوسط وهذا ليس كلاماً إنشائياً ولكنه حقيقة مؤكدة تجعل المدينة مؤهلة لأن تصبح قِبلة العلماء والباحثين والمثقفين ومنارة للإبداع الفنى والفكرى والثقافى.

وقد استطاعت الحكومة إنشاء هذه المدينة العملاقة فى معدلات زمنية قياسية، وعلى مستوى وتيرة وتناغم وتكاتف بين مختلف مؤسسات الدولة المعنية وهو ما يميز عمل الدولة الآن فى مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة.