إعادة الاعتبار للقوة الناعمة صمام الأمان للحفاظ على ريادتنا الإبداعيةهل يشهد موسم رمضان المقبل ظهور دراما م

مصر,رمضان,الدراما المصرية,الداخلية,أحداث,الاستثمار

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
محمد فودة يكتب: عهد جديد لـ"الدراما المصرية".. الدولة تمنح الدراما قبلة الحياة لتعيد أمجاد الماضى

محمد فودة يكتب: عهد جديد لـ"الدراما المصرية".. الدولة تمنح الدراما قبلة الحياة لتعيد أمجاد الماضى

◄إعادة الاعتبار للقوة الناعمة صمام الأمان للحفاظ على ريادتنا الإبداعية 

◄هل يشهد موسم رمضان المقبل ظهور دراما مختلفة تواكب النهضة التى يشهدها المجتمع؟

◄المشاهدون فى انتظار عودة الأعمال التاريخية والدينية التى افتقدناها لسنوات طويلة

◄لماذا اختفت فوازير رمضان والأعمال الإجتماعية الهادفة التى تحافظ على العادات والتقاليد المصرية الأصيلة؟

 

ستظل الدراما هى الوسيلة الأهم والأبرز فى تغيير سلوكيات الناس وستظل الدراما أيضًا هى المحرك الرئيسى والأداة القوية فى توثيق ما يجرى داخل المجتمعات من أحداث مهمة وتحولات جذرية فى مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، لذا فإننى أشعر بسعادة بالغة وبتفاؤل شديد بتلك الصحوة التى يشهدها قطاع الدراما المصرية فى الوقت الحالى، فبعد سنوات من الإهمال والتهميش تحرك مؤخرًا وبقوة مارد الدراما الذى أستيقظ من حالة الثبات العميق التى ظلت عليها الدراما المصرية لفترة طويلة ليتصدر الآن المشهد مجددًا وهو ما يجعلنا بالفعل على أعتاب الدخول فى مرحلة جديدة تمامًا، وهى مرحلة فارقة فى عمر الوطن سوف تنعكس وبشكل لافت للنظر على ظهور الكثير من الأعمال الدرامية المتميزة والمختلفة تمامًا خلال الفترة المقبلة وذلك بعد هذا التوجيه الصريح والمباشر من القيادة السياسية بضرورة تهيئة مناخ صحى يستهدف فى المقام الأول النهوض بالدراما المصرية التى كانت إلى وقت قريب بمثابة أحد أهم وأبرز مصادر ريادة مصر ومصدرها الأساسى فى تشكيل ملامح قوتها الناعمة ليس فى المنطقة العربية وحسب بل فى المنطقة الشرق أوسطية.

تلك القوة الناعمة التى لم تؤثر فى المجتمع المصرى فقط بل أنها تساهم وبقدر كبير فى تشكيل وجدان المنطقة العربية بالكامل وسط أجواء التألق والنجومية للإبداع المصري فى مختلف المجالات، فقد أستوقفنى الإعلان عن رغبة القيادة السياسية فى دعم الدراما المصرية بكافة أشكال الدعم وهو توجيه مهم يستهدف فى المقام الأول ضرورة ظهور أعمال درامية تاريخية ودينية ذات محتوى متميز على قدر كبير من الأهمية حتى يقدم للأجيال الجديدة تاريخنا وحضارتنا العريقة ويعكس الفكر الدين المستنير للقيام بمواجهة الأفكار الظلامية التى تشوه الدين عن عمد وتفرض على المجتمع مفاهيم مغلوطة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالدين الوسطى البعيد كل البعد عن العنف والتطرف والإرهاب.

وهنا فإننى أستدعى من الذاكرة تلك الأعمال التاريخية والدينية التى شاهدنا خلال العصر الذهبى للدراما المصرية حيث لا يمكن بأى حال من الأحوال أن ننسى أعمال درامية خالدة تذكرنا بالزمن الجميل، مثل مسلسل "لا إله إلا الله" ومسلسل "محمد رسول الله" أو أعمال درامية إجتماعية مثل "ليالى الحليمة" و"أرابيسك" أو أعمال وطنية مثل "رأفت الهجان" و"دموع فى عيون وقحة".

فقد ظهرت هذه النوعية من الأعمال الدرامية المصرية فعكست وبشكل لافت للنظر أهمية (القوة الناعمة) التى كان لها باع طويل فى شتى أنواع الفنون الإبداعية فنحن بالفعل نمتلك قوة هائلة من المبدعين فى مجالات الكتابة والإخراج والتصوير والديكور والمونتاج والتمثيل فمصر مليئة بالمواهب فى شتى مجالات الإبداع، وهناك مسألة مهمة جدًا وهى أن قيام توجيه القيادة السياسية بتهيئة المناخ للقوة الناعمة بضرورة تقديم أعمال درامية جديدة خلال الفترة المقبلة وهو ما يعد بمثابة إعلان رسمى عن أننا مقدمون على مرحلة جديدة فى مجالات الإبداع سوف تشهد وبكل تأكيد نقلة نوعية فى الدراما المصرية وهو ما يدعو للشعور بالتفاؤل بما هو قادم، خاصة أن ذلك قد يكون مؤشرًا قويًا على أننا سوف نستمتع بموسم رمضانى قادم مليئ بكل ما هى جديد.

كما أن هذا الإهتمام البالغ بجوانب الإبداع فى مجال الدراما يدعو للتساؤل هل من المتوقع أن تظهر أيضًا فوازير رمضان خلال موسم رمضان المقبل فهذه الفوازير كانت إلى وقت قريب واحدة من أهم ما يميز الدراما المصرية والقوة الناعمة أيضًا، فتلك القوة الناعمة كانت فى وقت من الأوقات مؤثرة جدًا وساهمت فى تشكيل وجدان كافة الشعوب العربية.   ولن أكون مبالغًا حينما أقول أنه تزامنًا مع الإعلان عن الجمهورية الجديدة سيكون هناك نقلة نوعية فى الدراما المصرية وبالتالى فإن ذلك سوف يسهم فى رسم ملامح مرحلة جديدة تمامًا من التفرد والتميز، وبالتالى نكون على موعد أيضًا بظهور قوتنا الناعمية فى ثوبها الجديد.

وفى نفس السياق أود الإشارة إلى أنه وفقًاً للدراسات والأبحاث العلمية التى تناولت أهمية القوة الناعمة فى المجتمعات فإن ما يميز القوة الناعمة عن باقى القوى المؤثرة للدول مثل القوى العسكرية والإقتصادية، معياران رئيسيان:

يعتمد المعيار الأول على «نعومة أساليب ممارسة القوة» التى تعنى بالأساس تراجع الطابع المادى وغلبة الطابع المعنوى النفسى الفكرى، من خلال «القدرة على التأثير فى الآخرين عبر الآليات الجاذبة أو الاستقطابية التعاونية، أو الإقناع».

ويختص المعيار الثانى «بنعومة موارد الدولة» أى القدرة على تحقيق الأهداف المرغوبة من خلال جاذبية الدولة وصورتها الذهنية الإيجابية التى تعتمد أساسًا على موارد يَغلِب عليها الطابع غير المادى، مثل ثقافتها ومبادئها وقيمها وسياساتها الداخلية والخارجية، على نحو يخلق تعاطفًا من الدول الأُخرى مع سياساتها وأهدافها.

كما تعتمد القوة الناعمة بالأساس على ثقافة قومية وسياسات جاذبة، وتقع المُنتَجات الإبداعية والثقافية فى بؤرة منظومة القوى الناعمة لمصر، حيث ترتكز من حيث المبدأ على توافر رأس مال بشرى «مبدع» قادر على الابتكار وإنتاج سلع وخدمات رمزية مثل الأفكار والرؤى والتجارب والصور والموسيقى والتصاميم من خلال الاستثمار فى «الأصول غير الملموسة».

وتفيد المؤشرات الدولية بأن أداء مصر يمثل نقطة انطلاق مناسبة نحو تطوير قواها الناعمة، وعودة دورها الرائد فى محيطها العربى والشرق أوسطى، إذ تحتل مصر المرتبة (43) فى مؤشر صادرات الخدمات الإبداعية والثقافية، والمركز (39) فى مؤشر صادرات السلع الإبداعية بدليل المعرفة العالمى فى عام (2018). فى حين تُقدر معدلات أدائها بدليل الابتكار العالمى بالمرتبة (28) من ضمن (126) دولة فى مجال السلع الإبداعية فى عام (2018).

لذا فإن التقارير الدولية للإبداع والابتكار تعتبر هذا الأداء كإحدى نقاط التميز النسبى فى مجال القوى الناعمة.

خلاصة القول نحن الآن أمام مسألة فى منتهى الأهمية تتطلب ضرورة صياغة الدولة لاستراتيچية تنموية إلى جانب أهمية رسم سياسات من شأنها تأكيد تميز مصر فى مجال (القوة الناعمة)، وذلك من خلال زيادة حجم إنتاجها وصادراتها من السلع والخدمات الإبداعية والثقافية، بما ينعكس بالإيجاب على عودة تأثيرها الثقافى سواء فى محيطها العربى أو الشرق أوسطى، وهو أمر على درجة عالية من الأهمية.