استيقظنا فى مطلع الأسبوع الجارى على فاجعة تعرض لاعبى فريق مركز شباب دسوق لكرة السرعة لحادث مروع على طريق القاه

الإسكندرية,المستشار,كرة,وزير الشباب والرياضة,القاهرة,النيل,عمرو,الزقازيق,بنها,الغربية,التخطيط,اليوم

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
حسام فوزى جبر يكتب: فاجعة كرة السرعة لعلها تكون المُنقذة

حسام فوزى جبر يكتب: فاجعة كرة السرعة لعلها تكون المُنقذة

استيقظنا فى مطلع الأسبوع الجارى على فاجعة تعرض لاعبى فريق مركز شباب دسوق لكرة السرعة لحادث مروع على طريق القاهرة- الإسكندرية الزراعى، داخل حدود محافظة المنوفية، ونُقل اللاعبون إلى المستشفيات فى بركة السبع وشبين الكوم، وحدث ما حدث وتدخل القدر وأنقذ بعض أولادنا وتعرض بعضهم لإصابات وصلت للبتر وارتجاج فى المخ حالات أصعب من أصفها غلبتنى دموعى وأنا أقرأ ما كتبه الزملاء من الصحفيين عن حصر الإصابات، ولا نملك إلا أن نرضى بالقضاء ونسلم له ونقول إنا لله وإنا إليه راجعون، أولاد فى عمر الزهور كل ذنبهم أنهم آمنوا بحلمهم فى ممارسة الرياضة جاءوا من شمال دلتا النيل المصرى، فقط ليشاركوا فى حدث رياضى فتحول الأمر لكارثة.. حادث يدمى القلوب ويجعلنا نراجع أنفسنا ألف مرة قبل أن نُسلم أولادنا لمن لا يُقدرون، حادث يُثبت مدى العشوائية التى تُدار بها الرياضة المصرية وكيف يُعامل أولادنا فلذات أكبادنا خلال تمثيلهم لأندية وهيئات فقيرة لا تملك رفاهية الأندية الكبرى، وكأن القائمين على الرياضة المصرية يريدون أندية المُرفهين فقط ويعطون ظهورهم لمناجم الأبطال أندية الأقاليم.

 

أنا هنا أُريد  فقط أن أُوصل رسالة فطالما طالبت بها عندما طالبت القائمين على الرياضة المصرية بالنظر لأندية الأقاليم وللألعاب الشهيدة بدلًا من صب الاهتمام على الأندية الكبرى وكرة القدم، وإهمال أندية الأقاليم لتكون هذه النتيجة الطبيعية، -وأكررها لا اعتراض على القدر والعياذ بالله- حادث بعد منتصف الليل لفريق كل ذنبه أنه من أندية الأقاليم صُمم جدول البطولة ليتأخر لهذا الموعد، فالاتحاد يريد توفير النفقات التى يدفعها فى تأجير الملاعب لعدم وجود دعم كافٍ، فيعود الفريق فى نفس اليوم فلا إمكانية للمبيت ومركز شباب دسوق كمركز شباب زفتى ومركز شباب الزقازيق ومركز شباب بنها وكل أندية مراكز شباب الأقاليم بلا إمكانيات خاصة عندما يتعلق الأمر بلعبة شهيدة كـ "كرة السرعة"، وفى النهاية يدفع ثمن قلة الإمكانيات أبناؤنا أغلى ما نملك، نتركهم ليسيروا على الطريق ليلًا لأن الهيئة التى يلعبون باسمها لا تملك رفاهية المبيت وعليهم أن يتحملوا هم أخطاء الجميع وقلة إمكانيات الهيئة والاتحاد وبخل الوزارة عليهم فيخلدون للنوم فى الحافلة ويستيقظون على الفاجعة التى هزت الوسط الرياضى المصرى بل وأوجعت قلوب الجميع.

 

ومن قبل ناشدت وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى، الاهتمام بأندية الأقاليم والألعاب الشهيدة فقد وجهت له نداء بعنوان "يا وزير الشباب ... نظرة للغربية" وليست الغربية فقط هى المقصودة بل كل الأقاليم وآخر بعنوان "يا وزير الشباب كفانا وعودا نريد إدارة رياضية على أسس علمية"، وأخيرًا فى الأسبوع الماضى بعنوان "كرة السرعة أولى"، وأذكره من جديد ونحن نتسول منك لمحافظات صيانة لملاعبها ودعم أنديتها والهيئات الرياضية الموجودة بها وأبطالها وألعابها، تقوم وزارة سيادتكم بمنح العديد من الأندية ذات المساحات الشاسعة التراخيص والدعم لبناء أندية بالكامل أضعاف مساحة ناديها الأصلى فكل أندية القاهرة أصبح لها إما فرع أو فرعان، وسكان الأقاليم لايزالون يمارسون الرياضة فى "خرم إبرة"، ولا يستطيعون المبيت خارج محافظاتهم لعدم وجود قيمة المبيت ولا يستطيع الاتحاد منحهم هذه الرفاهية فالاتحاد نفسه يحتاج لدعم ولا يجده، والملايين تُنفق هنا وهناك فى أماكن إمكانياتها تسمح لها هى بالإنفاق ولا تنتظر دعما من أحد.

ألم يحن الموعد والأوان لمنح الأقاليم والألعاب الشهيدة المزيد من الاهتمام ألم نفق بعد؟ أم سننتظر فاجعة جديدة؟  يا سيادة الوزير هناك أطفال يمارسون الرياضة حُرموا منها للأبد.. نعم إنه القدر ولكن نحن لم نخطط من البداية ولم نمنحهم أقل حقوقهم فى إقامة آدمية حتى اليوم التالى فاضطروا للعودة -والعلم عند الله من المخطئ فى الحادث- ولكن التخطيط السليم والدعم اللازم كان من الممكن أن يجنبنا ذلك ورغم وجع القلوب الذى أصابنا جميعًا لعل فاجعة كرة السرعة تكون المُنحية، وناقوس الخطر الذى آن الأوان أن ننتبه له ونُأمن أولادنا أو نمنعهم من ممارسة الرياضة أو نمنع هذه الألعاب فإن لم تستطع الوزارة تأمين هذه الأطفال بنفقات مناسبة فعليها منع الممارسة والاشتراك فى البطولات والاكتفاء بالممارسة داخل الأندية دون تحمل عناء السفر بهذه الطرق التى قد تؤدى إلى حادث جديد لا قدر الله، وأتذكر أنه عندما تعرض لاعبو فريق كرة السرعة بمركز شباب زفتى لحادث بسيط فى عام ١٩٩٠ توقف النشاط نهائيًا فى مركز الشباب والنادى ولم تمارس فى زفتى مرة أخرى إلا بعدها بما يقارب من ١٥ سنة، وأتمنى ألا يحدث ذلك بدسوق، وأن تُقام بطولات خاصة فورًا لأولادنا من الضحايا وتعويضهم عما حدث.

 

ولابد هنا أن أشيد بمواقف محافظى المنوفية وكفر الشيخ، اللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون، محافظ المنوفية واللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، اللذان حرصا على التواجد بمستشفى جامعة المنوفية بشبين الكوم، وأيضًا الدكتور عادل مبارك رئيس جامعة المنوفية، متابعين ما تم اتخاذه من إجراء جراحات عاجلة للحالات الحرجة من اللاعبين، وعقدهم لقاء بأهالى المصابين والاستماع إلى مطالبهم واحتياجاتهم، وحرصهم على التواصل المستمر لتقديم الدعم الطبى لأبنائهم، مشددين على أنه ستتم محاسبة المقصرين والمتسببين فى الحادث حفاظًا على حقوق وسلامة أبنائهم، كما أشيد بموقف الأخ والصديق وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى،-وإن كنت أنتقده- لأنه حرص على تحمل المسؤولية وزار أبناءه بالمستشفى واطمأن عليهم، وكذلك للأخ والصديق المستشار عمرو حسين، رئيس الاتحاد المصرى لكرة السرعة الذى قطع إجازته فورًا وذهب للاطمئنان على أولاده من لاعبى كرة السرعة بالمستشفى، وأربط على يد صناع ومؤسس كرة السرعة بمدينة دسوق الأب الروحى والأخ الأكبر لكل لاعبى نادى ومركز شباب دسوق، عماد الهابط، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة السرعة، وأوصيه بالصبر والدعاء والثبات والاحتساب وطلب الأجر والثواب من الله. قلبى عندك يا عماد، وأسأل الله أن يمن عليكم جميعًا بشفاء لا يغادر سقمًا وأن يرينا سبحانه وتعالى عجائب قدرته جل شأنه فى عودتكم سالمين معافين إن شاء الله إنه ولى ذلك والقادر عليه ولعلها تكون المنجية والمنقذة برحمته تبارك وتعالى.