-فسر الفكر السلفى التكفيرىصدقنى لا أعلم فالسلفى سلفى والتكفيرى تكفيرى- هل تسمع عن تنظيم القاعدةزى ما حضرتك

مصر,الإعلام,يوم,قضية,المساجد,لحوم

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
حسام فوزى جبر يكتب: أسئلة مهمة تنتظر إجابة

حسام فوزى جبر يكتب: أسئلة مهمة تنتظر إجابة

-فسر الفكر السلفى التكفيرى؟ صدقنى لا أعلم، فالسلفى سلفى والتكفيرى تكفيرى - هل تسمع عن تنظيم القاعدة؟ زى ما حضرتك بتسمع من الإعلام، أنا لا أعرف فكره ولا قضيته إيه - ما حكم الانضمام إلى الجماعات الإرهابية؟ أنا لا أدرى لأننى لا أستطيع أن أحكم عليهم بأن ما يفعلوه صح اما خطأ - ماذا تعرف عن الفكر الداعشى ؟ لا أعلم شيئا. - ماذا تقول عن أقوال المتطرفين إن الجهاد فى سبيل الله هو ارتكاب العمليات الإرهابية؟ هذا مضلل، ولا يوجد عاقل يقول هذا، واللى وصله لذلك جهله. "أنا لا أفتى. وعندما يوجه لى سؤال، أقول اسألوا العلماء".

جاءت شهادة محمد حسين يعقوب أمام المحكمة، فى قضية "داعش إمبابة "، لتكشف عوار تيار حاول تغيير بل وتغييب الوعى المصرى، وزرع داخله أفكارا متطرفة، التى كانت أهم مسببات الإرهاب بسبب الرجعية والجهل والتخلف، وهى الأفكار التى ورطنا فيها يعقوب ومن على شاكلته ليعود بعد سنين وينكرها أمام الجميع، فينكر علمه بالقاعدة وداعش، متناسيًا أنه وفكره ودعوته كانت من مسببات الكره والحقد والإرهاب، يعقوب الذى فشل فى التفريق بل وأنكر معرفته بالاختلاف بين ابن باز وابن تيمية وابن عثيمين، فى حين أنه عاصر ابن باز وابن عثيمين، قال إنه لا علم له بهم ولا بفكرهم، فى حين أن أتباعه ينتهجون مناهجهم نقلًا عنه وشيخهم كما ادعوا ويدعون يُنكر هو علمه بمناهجهم، فهو يقول غير مؤهل للفتوى أو النظر فى أمور الدين، والذى طالما كان يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة فى علاقة الإنسان بربه وكأنه وسيط للعباد، ينكر أمام القاضى أنه يملك حق الفتوى، فى مشهد عبثى لا يُكفر عن الجرائم التى تسبب بفكره فيها، يعقوب صاحب مقولة ومصطلح "غزوة الصناديق"، حينما حكم على كل من خالفه أن يترك مصر إلى غير رجعة، يتبرأ من كل فعل سياسى، ويدعى أنه مجرد عابد من عباد الله، ولا علاقة له بالسياسة وهو وتياره كانوا متوغلين فى السياسة واستغلال الدين والأتباع أسوأ استغلال. ورغم وضوح شهادة يعقوب، وتراجعه ونكرانه لكل وأى شيء خرج علينا بعض عُباد الشيوخ المُغيبين والأتباع بلا فكر ولا عقل ليبرروا له ما فعله وما قاله من هدم لأفكار طالما صدعوا رؤوسنا بها تحت بند "التقية" أو بالمبدأ الشرعى -على حد وصفهم- "الضرورات تبيح المحظورات "، وأن الرجل كان مضطرًا لإنكار تاريخه أمام الحدث الذى تعرض له، إن اعترافات يعقوب ما هى إلا إسدال الستار على تيار فكرى فاسد، كاد  يُسيطر على ذهن المجتمع المصرى لسنوات، وفى النهاية تخلى عمن اتبعه ناكرًا كل ما قاله من قبل، الداعية الذى كان من أكثر الناس تأثيرًا فى مصر -ذات يوم- كان يصول ويجول يحرك الآلاف بإشارة من إصبعه، فإذا به يتحول إلى حقيقته التى طالما حاولنا إبرازها، تاركًا تلك الهالات المقدسة التى طالما كان يُحيط نفسه بها، وكأنه تمثال من الشمع ذاب أمام عين الحقيقة، هرم من الجليد ساح، علامة فارقة بين من يملك العلم ومن لا يملكه، بين مدعى العلم والعالم، يقول دون تردد "أنا جاهل" وحينما قال له القاضى "ظننا فيك أفضل من ذلك" قال "ربنا يغفر لى، شعرتها إهانة وأوجاعا تشبه الطعنات، كيف سمحت مصر الموصوفة بالرقى الكامل والحضور الدائم، بأن يكون أمثال هذا الرجل من رموزها ومن نجومها من مُصدرى الدين والعبادات فى الإعلام والمساجد؟!

وللحق أقول لم أكن أبدًا من مفضلى سماع خطب الشيخ محمد حسين يعقوب، حتى إن شريط تارك الصلاة أكثر الخطب انتشارًا له -وكانت سببًا فى إقبال ناس على الصلاة، واعتناق آخرين لفكره- كنت لأ أستطيع سماعه، وانتقدت تكرار قوله بصوت عالٍ "إنت ما بتصليش لييييه"، وتحدثت وقتها مع أبى -رحمه الله رحمة واسعة- كيف أن هؤلاء الدعاة ينفرون من الدين، وطالبنى وقتها بعدم سماعه مادمت لم أحب طريقته، وسماع الذى أستقبله بقلبى وعقلى معًا، وبالفعل لم أفعلها قط، حتى إنه عندما اشتهر بقنوات التليفزيون لم أتذكر أبدًا أننى تابعته، وكنت أهاجم أسلوبه فى الدعوة وأستشعر منه أنه ليس على القدر الكافى من العلم ولا الأسلوب الصحيح للدعوة إلى الله، ورغم أن بعض المُحبين له غضبوا منى وهددونى بمقولة لم أُعر لها أى اهتمام وقالوا لى "لحوم العلماء مسمومة" ولكنها مقولة ليست فى محلها فأنا لم أهاجم شخصا بل أسلوبا مرفوضا فى الدعوة منذ البداية فرأيته فظا غليظا فى الدعوة وكنت دائمًا أقول لمحبيه إن الله قال لرسوله الكريم فى كتابه الحكيم فى آية كريمة " وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ "، ولذلك لم يشغلنى ولم أنشغل بدعوته، ولم أكن يومًا ممن يستمعون إليه حتى إنه عندما كان يزور بعض البلاد العربية وأعلم مسجدا يتواجد كنت لا أذهب إليه لأنى لا أراه حامل علم ولا رسالة تستحق الاتباع والتزاحم على سماعه، ولعل البعض قد يُغضبه كلامى ولكنها الحقيقة فكان طوال عمره بالنسبة لى ممن امتهنوا الدين لتطويعه لأنفسهم، والعلم عند الله.

أمام المحكمة قال يعقوب، الذى ظهر فى قاعة المحكمة على كرسى متحرك، "أنا لا أفتى"، وعندما يوجه لى سؤال، أقول اسألوا العلماء"، نافيًا كذلك أن يكون متخصصًا فى الفقه الإسلامى وقال إنه حاصل على دبلوم المعلمين، وهى شهادة متوسطة تسمح لحاملها بالتدريس فى المدارس الابتدائية، وأوضح أن ما يقوله هو اجتهادات شخصية بناءً على قراءاته ومرافقته لعائلته التى وصفها بالتدين، مضيفًا أنه يخاطب "العوام" وليس طلبة العلم ولا الملتزمين، أى أنه لأكثر من ثلاثين عاما يدلى بآرائه فى مختلف شؤون الدين والدنيا تحريمًا وتحليلًا، ولم يعترف بذلك، يعقوب الذى اجتذب وغيره من شيوخ الدعوة السلفية، قطاعًا عريضًا من المصريين منهم من تردد على المساجد التى يخطبون فيها، بل ولقيت شرائط الكاسيت ومقاطع الفيديو التى تحمل دروسهم الدينية رواجًا كبيرًا، ليشكل تيارًا على مستوى الطقوس والملابس ونمط الحياة الاجتماعية، فى خطاب دينى يتسم بالترهيب والصراخ، مبتعدًا عن الثقافة الدينية المصرية والتى أكثر ما يميزها التسامح، فى محاولة أن يصبح المجتمع، أكثر تشددًا وتنكرًا ورفضًا لقيم الحياة والتعايش والمواطنة، مُعطلًا الإصلاح الدينى الذى ينشده الجميع بفكر اجتذب البعض ورفضه الكثيرون.

كم كنت أتمنى أن يُتاح لى فرصة سؤال يعقوب ماهى نصائحك للشباب المُنضم للجماعات التكفيرية والجهادية والإرهابية؟ وماهى الرسالة التى عشت تدافع عنها؟ وماذا تشعر بعد أن أنكرت كل ما عشت عمرك تدعو له؟.