بالحب والتسامح قادرون على مواجهة ضغوط الحياة مهما كانت صعبة وقاسيةعمل الخير يخلق حالة من الترابط الإنسانى

السرطان,القوات المسلحة,شهر رمضان,كورونا,حب,محمد فودة يكتب,رجال,المواطنين,فيروس كورونا,هجوم,رمضان,المرأة,محمد فودة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
محمد فودة يكتب:  ماذا تبقى لنا من رمضان؟

محمد فودة يكتب: ماذا تبقى لنا من رمضان؟

◄بالحب والتسامح قادرون على مواجهة ضغوط الحياة مهما كانت صعبة وقاسية

◄"عمل الخير" يخلق حالة من  الترابط الإنسانى ويدعم التكافل الاجتماعى 

◄أنشطة المسئولية الاجتماعية "صمام أمان" للجميع كما تحافظ على ما تبقى لنا من روحانيات رمضان 

◄فيروس كورونا لن يهزمنا.. و"كلمة السر" الالتزام بالإجراءات الاحترازية 

◄أطالب بالمزيد من الدراما الرمضانية التى  حققت نجاحاً كبيراً هذا العام 

◄ستظل القلوب الصافية "عامرة" بروحانيات الشهر الكريم 

عشنا شهر رمضان وسرعان ما انتهت أيامه الطيبة ولياليه المباركة ، تماماً مثل نسمة هواء عليل فى ليلة صيف شديدة الحرارة، وعلى الرغم من أن تلك الأجواء الرمضانية وروحانيات الشهر الكريم تنقلنا دائماً من حال إلى حال فتجعلنا نعيش أحلى أيام العمر، فإنها وللأسف الشديد مرت سريعاً وبشكل لافت للنظر ومثير للدهشة، فما أن يبدأ هذا الشهر الطيب المبارك نفاجأ بنهايته سريعاً وفى غمضة عين، وكأنه بدأ بالأمس، وهذا هو حال الأيام الحلوة تمر سريعاً وتختفى فى لمح البصر وتترك لنا وبيننا أحلى الذكريات وأجمل اللحظات.

لذا فإننى أرى أنه قد بات أمرا حتميا أن نحرص على الاستفادة من روحانيات هذا الشهر الكريم قدر استطاعتنا، فرمضان وبما فيه من نفحات إلهية من شأنه أن يجعل حياتنا فى أفضل حال خاصة إذا حرصنا بالفعل على الاستمرار فى فعل الخير والإكثار من الأنشطة الإنسانية فهذه الأنشطة من شأنها خلق حالة خاصة جداً بين الناس بما يعلى من شأن القيم النبيلة التى تصب فى مبادئ التكافل الاجتماعى، فالتكافل الاجتماعى من أهم وأرقى أنواع العلاقات الإنسانية بين الناس وهو من الأشياء التى تحض عليها كافة الأديان السماوية.

ومن ناحية أخرى فإنه فى تقديرى الشخصى أن الحياة لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تستقيم بدون الحب، فليتنا ندع قلوبنا تحب وتتسع للجميع مهما كانت أشكال وألوان الجحود ونكران الجميل من حولنا، وليتنا نستثمر هذا الجو الذى تركه بداخلنا شهر رمضان من حيث الترابط الاجتماعى والالتفاف حول فعل الخير وتقديم يد العون للمحتاجين، وأعتقد أن هذا الكم الكبير من المبادرات الإنسانية التى أطلقتها الدولة مؤخراً تستحق من الجميع المشاركة فيها كل حسب قدراته وكل حسب إمكاناته، فمهما تغيرت الأحوال ومهما تبدلت الظروف فستظل العلاقات الإنسانية هى الأبقى والأدوم فى حياتنا، وسيظل الحب والمشاعر الصادقة مهما تبدلت الأحوال هى المحرك الرئيسى لكل شيء فى حياتنا وهى بكل تأكيد تعد من الصفات الإنسانية النبيلة التى من أهم ما تركه بداخلنا شهر رمضان الذى كلما هل علينا تتفجر بداخلنا ينابيع الخير.

ولأننى أحرص دائماً فى كتاباتى على تناول الموضوعات التى تبث الطاقة الإيجابية وتبعث فى النفوس الشعور بالأمل والتفاؤل فيما هو قادم فإننى أرى أنه قد بات ضرورياً أن نعيش بقية شهور العام بنفس الروح التى كنا نحرص عليها خلال شهر رمضان ولا نكتفى فقط بما نعيشه فى شهر رمضان، وخاصة السعى فى مساعدة الغير وتقديم يد العون لكل محتاج فطالما الإنسان قادر على مساعدة من هم فى أشد الحاجة إلى المساعدة فإنه عليه القيام بذلك وبالطبع فإنه سوف يلمس بنفسه فضل الله عليه نظير ما يقوم به من أعمال خيرية ، كما إننى أرى أنه من أبسط الأشياء التى يمكن القيام بها هو إفشاء الحب والسلام بين الناس فما أحوجنا الآن لنشر مبادئ التسامح ومساعدة الآخرين لأن ذلك سوف ينعكس وبشكل لافت للنظر على تماسك المجتمع ككل، خاصة فى ظل تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، هذا الفيروس الذى قلب حياتنا رأساً على عقب وأربك بشكل لافت للنظر العلاقات الإنسانية بين الناس، وهو فى تقديرى ما يتطلب منا أن نحيى بداخلنا قيم الحب والعطاء والتسامح.. فهذه الصفات النبيلة ثبت علمياً أنها ترفع من مستوى درجة المناعة داخل جسم الإنسان وبالتالى تجعله قادراً على الصمود فى مواجهة هجوم فيروس كورونا ، فكلما كانت مناعة الجسم قوية كان الإنسان قادراً على الصمود أمام الهجمة الشرسة لفيروس كورونا باختلاف أنواعه وباختلاف سلالاته وباختلاف موجاته المتتالية موجة وراء الأخرى.

نعم نحن فى أشد الحاجة الآن إلى أن نصمد فى مواجهة الجائحة باستخدام كافة أنواع وأشكال المواجهة والتى فى مقدمتها الإعلاء من شأن القيم النبيلة التى نعيشها دائماً فى شهر رمضان من حب وتسامح وتصالح مع النفس ومع الآخرين أيضاً.

هذا بالنسبة للأفراد فيما بينهم ولكن حينما يتعلق الأمر بالكيانات الاقتصادية والمؤسسات فإن الأمر يتطلب الحرص على الإعلاء من شأن المسئولية الاجتماعية التى تعتمد فى الأساس على إحساس المؤسسات الكبرى والكيانات الاقتصادية بالمجتمع المحيط بها وبالتالى فإن ذلك من شأنه خلق مجتمع متصالح مع نفسه يحظى بمناخ صحى يسوده العطاء والعمل بإخلاص من أجل الارتقاء بالمجتمع ككل وهو دور مهم تقوم به المؤسسات والكيانات الكبرى، وحينما أتحدث عن المسئولية الاجتماعية فإننى أعلم تمام العلم أن هذا الأمر يعد أحد أهم وأبرز ملامح الشهر الكريم خاصة أننا نلمس بشكل واضح وصريح حرص تلك الكيانات والمؤسسات على تقديم العون للفئات الأكثر احتياجاً فى المجتمع وعلى وجه الخصوص فى المناطق الأكثر احتياجاً المحيطة بهذه المؤسسات.

وهناك أمر آخر فى منتهى الأهمية ظهر بشكل لافت للنظر فى شهر رمضان هو الارتقاء بمستوى الكثير من الأعمال الدرامية وعلى وجه الدقة الأعمال الدرامية الوطنية وأعنى بها مسلسل "الاختيار ٢" بطولة النجم كريم عبد العزيز والنجم أحمد مكى بمشاركة كوكبة من كبار الفنانين الذين قدموا لنا عملا ملحميا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فقد استطاع هذا العمل أن يزيد من حالة الشعور الوطنى وارتباط المشاهدين بقضايا الوطن فالمسلسل تناول أحداثاً عشناها خلال السنوات القليلة الماضية مما كان له عظيم الأثر فى كشف النقاب عن الكثير من الحقائق التى كانت غائبة عن المواطن العادى مما جعل الناس تشعر بالجانب الخفى فى حياة رجال الشرطة المصرية الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن كما حدث فى الجزء الأول من مسلسل "الاختيار" العام الماضى الذى زاد من ارتباط المواطنين برجال القوات المسلحة البواسل.. الأمر الذى يدفعنى للمطالبة باستثمار نجاح مسلسل الاختيار فى الجزءين الأول والثانى وتقديم المزيد من هذه النوعية من الأعمال الدرامية الوطنية فنحن لدينا الكثير والكثير من القصص البطولية الرائعة التى لو تم  تقديمها فى أعمال درامية فإنها سوف يكون لها مردود إيجابى كبير بكل تأكيد على المشاهدين الذين أصبحوا متعطشين لهذه النوعية من الأعمال الوطنية.

وهناك مسألة أخرى أرى أنها من أهم وأبرز الملامح التى عشناها خلال شهر رمضان هى تزايد حجم الإقبال على التبرعات للمستشفيات والجمعيات الخيرية والمشروعات الإنسانية فقد كان لافتاً للنظر هذا الكم الهائل من الإعلانات التى تحث المواطنين على التبرع وتقديم الصدقات والزكاة للجمعيات والمؤسسات الخيرية والمستشفيات التى تقدم خدمات نوعية مثل رعاية الأطفال وجراحات القلب وعلاج الحروق ورعاية المرأة غير القادرة وكلها جهات تستحق المساعدة وتستحق الدعم المادى حتى تصبح قادرة على الاستمرار فى تقديم خدماتها للمرضى غير القادرين والأطفال الذين يعانون من ارتفاع تكلفة علاجهم من الأمراض الصعبة مثل أمراض السرطان وأمراض القلب.