العباس السكرى يكتب: كريم عبد العزيز.. الرقم الصعب فى معادلة التمثيل والنجومية

رياح,العباس السكرى,عادل إمام,الرجال,25 يناير,رمضان,شهر رمضان,الجمهور,كريم عبد العزيز

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

العباس السكرى يكتب: كريم عبد العزيز.. الرقم الصعب فى معادلة التمثيل والنجومية

كريم  الشورى
كريم

◄يسير على خطى الزعيم والساحر.. ويقدم أعمالا ذات قيمة فنية وتنويرية تسهم فى التوعية والتثقيف بقضايا الوطن

◄حقق أعلى الإيرادات فى السينما المصرية بفيلمه "الفيل الأزرق".. ورصيده الفنى غنى بالنجاح والاختلاف والتميز

◄يفاجئ جمهوره فى رمضان المقبل بدوره فى ملحمة "الاختيار" ويحقق نقلة نوعية فى مساره الفنى

◄وقف أمام عمالقة الفن.. وتتلمذ على يد إسماعيل عبد الحافظ وسعيد مرزوق وشريف عرفة

 

فى مسار مغاير وغير تقليدى كوّن النجم كريم عبد العزيز كيانه الخاص وعالمه المختلف، باختياراته الذكية التى دائما ما تكسب الرهان، وعند ميعاد طرح فيلم أو عرض مسلسل يخطف الأنظار بالمضمون والأداء ويكون العمل نقلة نوعية لمساره الفنى، فكريم نجم يدفعه ذكاؤه دائمًا لأن يصل بنفسه إلى مستوى هذا الأفق البعيد من النجومية، إذ يعرف كيف يضيف رصيدا جديدا لأسهمه فتكبر، وكلما أشاد به النقاد مثّل أفضل، وكلما حيّاه الجمهور قدم أكثر، حتى خلق لنفسه تلك المساحة الكبيرة من الانتشار عربيا، ليس فى السينما وحدها بل فى التليفزيون أيضا، وحقق النجم معادلة النجاح فى الاثنين بنفس القدر الكبير.

 

 

كريم عبد العزيز قد يكون الرقم الصعب فى معادلة الفن، والتمثيل والنجومية، فبعيدا عن كونه ابن مخرج كبير له تاريخ وباع فى السينما المصرية، وهو المخرج محمد عبد العزيز، إلا أن كريم يتميز بشخصية فنية مستقلة، ووسط رياح الوسط الفنى وأعاصيره وعواصف التكرار، استطاع كريم أن يخلق لنفسه أسلوبا خاصا، نجده دائما يقف فى وجه العواصف متحديا بفنه كل التلقيدية والتكرارية ويستمر محلقا نحو التجديد والتغيير والابتكار ليكون لأعماله بريق خاص يضمن بقاءه على جدران الفن الأزلى، هو بطبعه فنان مغامر قدم التراجيدى والكوميدى والاجتماعى والأكشن ونجح فى الجميع، كريم سجل فى السينما المصرية رقمًا كبيرًا تجاوز الـ 100 مليون جنيه، كأعلى إيراد تاريخى فى السينما المصرية بفيله الفيل الأزرق وتحديدا الجزء الثانى، دون أن يصيح أو يهلل أو يصرخ بأعلى صوته ويقول: "أنا الأول والأعلى والأغلى" وهو بالفعل كذلك، لذلك نجح فى إجادة شخصياته الفنية ولعبها على النحو الأمثل من الأدوار التى بدأها طفلا ونبأت بمولد نجم فنى جديد، وحتى بطولاته المطلقة "أبو على، فى محطة مصر، واحد من الناس، إلى الفيل الأزرق، نادى الرجال السرى، كيرة والجن، البعض لا يذهب للمأذون مرتين".

 

 

ربما تكون السينما هى قدر كريم عبد العزيز، وأعتقد أنها أجمل الأقدار بالنسبة للنجم الموهوب، إذ بدأها وهو طفل، وللحق كان محظوظا أن يكون طفلا وممثلا أمام العمالقة الزعيم عادل إمام فى "المشبوه، قاتل ماقاتلش حد، البعض يذهب للمأذون مرتين"، ومع النجم الكبير محمود ياسين فى "انتبهوا أيها السادة"، ونادية لطفى وسمير صبرى فى "منزل العائلة المسمومة"، ثم يكبر الطفل ويصبح مراهقا ويسطع نجمه عاليا ويقف كبطل أمام النمر الأـسمر أحمد زكى فى دور "طارق" الفتى الوسيم الثرى بفيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة"، ويظل متوهجا تجربة تلو الأخرى من "عبود على الحدود"، إلى "ليه خلتنى أحبك"، و"جنون الحياة"، و"حرامية فى كى جى تو"، و"حرامية فى تايالاند" و"الباشا تلميذ"، وفى كل تجاربه السينمائية وقف أمام مدارس متنوعة فى الإخراج سعيد مرزوق، شريف عرفة، ووائل إحسان، مرورا ببطولاته المطلقة التى رسخت شخصيته الفنية عند الجمهور، ومنها "أبو على، واحد من الناس، فى محطة مصر، خارج عن القانون، ولاد العم، فاصل ونعود"، وعقب ما جرى بعد 25 يناير وانتكست السينما المصرية وفقدت بريقها، كان كريم عبد العزيز نجما متوجا ومتوهجا وحافظ على مركزه فى الصدارة، بل حققت أفلامه إيرادات تاريخية، بدءا من الفيل الأزرق الجزء الأول، الذى اقتربت إيراداته من الـ 40 مليون جنيه، وفيلم "نادى الرجال السرى"، الذى حقق نجاحا كبيرا على مستوى الإيرادات وتجاوزت إيراداته الـ 60 مليون جنيه، والجزء الثانى من "الفيل الأزرق" الذى تخطى المائة مليون، فى سابقة لم تحدث، ربما يكون كثف كريم من نشاطه السينمائى فى السنوات الأخيرة، فالنجم ينتظر عرض فيلمه "البعض لا يذهب للمأذون مرتين"، تأليف أيمن وتار، ومن إخراج أحمد الجندى، وفيلم "كيرة والجن" 1919، المأخوذ عن رواية الكاتب أحمد مراد، ويكتب أيضاً سيناريو وحوار الفيلم، من إخراج مروان حامد، وإنتاج "سينرجى فيلمز"، وفى كل الأعمال يسعى كريم من خلالها للخروج عن المألوف وهو ما يميزه ويميز أفلامه التى يخدمها بمواهبه المتعددة  فهو لا يحصر نفسه أبدا فى دوامة الأفكار المكررة بلا هدف بل يعمل على المضمون والفكرة ليبقى فنه مزدهرا وخالدا، وإذا راجعت تاريخ كريم عبد العزيز السينمائى لن تجد شخصية شبه الأخرى مطلقا هو دائما يخلع ثوب الشخصية التى يقدمها فور انتهاء الفيلم ليرتدى ثوبا آخر مختلفا وجديدا.

 

 

فى الدراما كان نصيب كريم عبد العزيز مثل نصيبه من السينما، النجاح والتألق، فالنجم بداياته الدرامية كانت خلف كاميرا عمدة الإخراج المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ، وبنص المبدع والكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، وأمام النجمة سميرة أحمد، ليبدأ عالمه فى الدراما بطل بشخصية "هانى"، ويتركها عدة سنوات ليعود بها بطلا أيضا فى مسلسله "الهروب"، ومن بعده "وش تانى"، ويتبع مسيرته الدرامية بالمسلسل التليفزيونى "الزيبق" المأخوذ عن ملفات المخابرات المصرية، تأليف وليد يوسف، إخراج وائل عبد الله، فى جو درامى مشوق ومختلف، والذى أعاد لنا من خلاله أجواء الزعيم عادل إمام فى شخصية جمعة الشوان بمسلسله الشهير "دموع فى عيون وقحة" مع المخرج يحيى العلمى، وأيضا الساحر محمود عبد العزيز فى ملحمة "رأفت الهجان"، والمفارقة أن كريم عبد العزيز يتبع خطوات أستاذه عادل إمام الذى كتب له القدر أن يقف أمامه طفلا، وأيضا يتبع خطوات الساحر محمود عبد العزيز، وأتذكر أن كثيرا من الجمهور أطلق على كريم أنه محمود عبد العزيز جيله، ورد كريم وقتها بأن هذا وسام يضعه على صدره، فكريم وللحق من الشخصيات المهذبة والخلوقة والتى تعمل فى صمت وتبدع فى فنها حبا للفن وإخلاصا للجمهور بعيدا عن الزيف. ويكمل النجم كريم عبد العزيز طريقه فى الاختيارات الصائبة ذات المواضيع القوية بذكاء ودراسة، حيث يقدم فى شهر رمضان المقبل الجزء الثانى من ملحمة "الاختيار" تأليف هانى سرحان وإخراج بيتر ميمى، ويشاركه البطولة النجم أحمد مكى، وبالتأكيد سيحقق العمل نجاحا كبيرا خصوصا أن الجمهور العربى فى انتظاره منذ الإعلان عن تصويره، كما أن الجزء الأول من "الاختيار"، الذى عرض فى شهر رمضان الماضى، وجسّد بطولات رجال الكتيبة 103، الذين استشهدوا فى كمين البرث عام 2017، عقب هجوم إرهابى، وجسارة الشهيد أحمد منسى، وجنود وضباط الكتيبة، وتفاصيل خيانة هشام عشماوى، وتحوله إلى إرهابى قبل أن ينال عقابه ومعاقبته بالإعدام شنقًا، حقق نجاحا كاسحا، ورغم أن مسلسل الاختيار من المسلسلات المهمة والفريدة بمحتواها، فإن وجود كريم عبد العزيز سيضفى بريقا على الشاشة، فهو نجم يعشق تنوع أدواره، إذ يلجأ دائما لتغيير جلده الفنى من "الهروب" الاجتماعى لـ"وش تانى" الكوميدى لـ"الزيبق" التشويقى، لـ "الاختيار" الوطنى، وكما كان الجمهور العربى ينتظر الزعيم فى "دموع فى عيون وقحة" والساحر فى "رأفت الهجان"، سينتظر أبو على فى "الاختيار".

 

 

كريم عبد العزيز هو بالفعل الرقم الصعب فى معادلة التمثيل والنجومية، ظل طوال مشواره متألقا لم يفقد البوصلة أبدا، يملك ذكاء الاختيار وقوة الأداء والإرادة وبراعة وصدق الإحساس، فريد متفرد يلعب فى منطقة خاصة جدا بإمكانياته الفنية الكبيرة، وفى كل عمل يقدمه يضيف لرصيده الفنى الغنى بالنجاح والاختلاف والتميز.