أعتقد أن التاريخ سيتوقف طويلا أمام ما حدث فى مصر ظهر يوم الأحد ٧ فبراير ٢.٢١ فما جرى لم يكن مسبوقا بأى وجه.

مصر,عزبة الهجانة,وزير الزراعة,وزيرة الصحة,مدينة نصر,الوزراء,نيفين القباج,وزيرة التخطيط,الإعلام,السيسى,المواطنين,التنمية,الصحة,وزير الإسكان,إزالة,هالة زايد,هالة السعيد,القاهرة,مجلس الوزراء,المناطق العشوائية

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: انتصار الشعب فى عزبة الهجانة 

محمد فودة  الشورى
محمد فودة

لماذا هتف الأهالى عندما فوجئوا بالرئيس بينهم: بنحبك يا ريس؟ 

الحكومة تصاحب الرئيس فى الزيارة.. والرسالة الواضحة: نحن معكم من أجل حياة كريمة 

الإرادة السياسية الحازمة هى "كلمة السر" فى معركة الوعى

ننشر الخريطة الكاملة للتطوير والتحديث للعشوائيات 

أعتقد أن التاريخ سيتوقف طويلا أمام ما حدث فى مصر ظهر يوم الأحد ٧ فبراير ٢.٢١، فما جرى لم يكن مسبوقا بأى وجه من الوجوه، بل يمكننى أن أجزم بأن تاريخ مصر الطويل لم يمسك بهذه اللحظة أو يسجل هذا المشهد أبدًا، وأعتقد أنه من الصعب أن يتكرر مرة أخرى، الحدث كما رآه الناس على الهواء مباشرة يمكننا وصفه بكلمات بسيطة، لكن المعانى التى تقف خلفه أكبر من أن يستوعبها أو يدركها أحد، التقرير المصور الذى خرج من رئاسة الجمهورية يقول إن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى اصطحب أعضاء الحكومة، رئيس الوزراء والوزراء فى جولة تفقدية داخل منطقة عزبة الهجانة بشرق القاهرة على طريق القاهرة- السويس.

المتحدث باسم رئاسة الجمهورية  السفير بسام راضى يزيد الأمر إيضاحا بما جاء فى تصريحاته، فقد قال: إن  الرئيس اطلع خلال الجولة على تلك المنطقة غير المخططة ذات الكثافة السكانية العالية موجهاً بالاستمرار فى نهج الدولة وجهودها فى تطوير كافة المناطق العشوائية، وغير الآمنة، وغير المخططة المنتشرة على مستوى الجمهورية من مختلف الجوانب وكذلك الوقوف على حجم الجهود المطلوبة لتغيير واقع تلك المناطق على نحو يرتقى بالأحوال المعيشية اليومية للمواطنين بها وتوفير سُبل الحياة الكريمة للأسر القاطنين داخلها، فضلاً عن ربطها بشبكة الطرق الجديدة بالمناطق المحيطة بها وتوفير مختلف الخدمات الأساسية.

لابد أن نتعرف على من رافقوا الرئيس فى جولته، فطبقا للبيان الرسمى هم رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، والدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، واللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والسيدة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، واللواء محمد أمين مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية، واللواء أ.ح إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

هنا لابد أن نتوقف قليلا، فعدد وحجم وتخصصات من رافقوا الرئيس من أعضاء الحكومة والمسئولين الكبار فى الدولة يشير إلى أننا لسنا أمام جولة تفقدية اعتيادية، بل أمام زيارة تسبق الاعتبارات الإنسانية فيها الاعتبارات السياسية، فلم تذهب الحكومة إلى عزبة الهجانة من أجل الشو السياسى أو الاستعراض على الشعب، ولكن من أجل أن تبعث برسالة إلى الشعب المصرى كله بأنها جادة فيما تفعله، وأعتقد أن وجود الرئيس بشخصه فى الزيارة يقول لنا إنه الضامن لتنفيذ تطوير المنطقة والارتقاء بها. 

يكتمل هذا الحدث العظيم الذى كانت فيه الدولة هى البطل، برصد دقيق لما جرى من أهالى عزبة الهجانة، الذين هتفوا للرئيس وهم يستقبلونه، قالوا له بنحبك يا ريس، وهى كلمة حقيقية ومعبرة جدا، فالمواطنون البسطاء الذين يعيشون فى هذه المنطقة التى بلا خدمات، يعانون طول الوقت فجأة وجدوا رئيس الدولة بنفسه يقف بينهم ويطمئنهم أنهم فى عين الدولة، وأنها لن تتركهم أبدًا، بل ستظل معهم حتى تغير حياتهم تماما، وهو ما جعلهم يهتفون من قلوبهم بحب الرئيس، لقد تحركت وسائل الإعلام المختلفة لتسجل ما يقوله الناس فى عزبة الهجانة قبل زيارة الرئيس، سجلت ما يحتاجونه، وقد رصدت أحد الشوارع الرئيسية فى «عزبة الهجانة»، بجوار محطة المياه الرئيسية فى المنطقة، وتحديدًا خلف مساكن «الفردوس»،  وهناك رأت العديد من مظاهر العشوائية، بداية من ضيق الشوارع والمداخل وتعرجها بصورة كبيرة جدًا، وعدم رصفها بطبيعة الحال، إلى جانب تلاصق العمارات دون أى تخطيط..

أحد سكان عزبة الهجانة قال:الناس خايفة تحصل إزالة للمنطقة، لأن إمكاناتهم المادية ضعيفة جدًا، وأرجع هذا التخوف إلى: «سمعنا بقلة المواصلات من وإلى المناطق السكنية الجديدة، التى انتقل إليها سكان المناطق العشوائية التى أزالتها الدولة ضمن خطط التطوير»، وأضاف: «لكن لو حُلت هذه الأزمة فأهلًا بالتطوير»، واشتكى  أحد الأهالى من انتشار أعمال البلطجة على مدار اليوم، خاصة من سائقى «التكاتك»، إلى جانب انقطاع المياه بصورة شبه يومية، وعدم دخول الغاز الطبيعى العديد من الأماكن داخل «العزبة»، وأضاف: «نرحب بالانتقال للسكن فى المدن الجديدة، التى بنتها- ولا تزال- الدولة للقضاء على العشوائيات، وعلى رأسها الأسمرات، لكن بشرط توفير وسائل نقل محترمة بعدد كافٍ، لخدمة السيدات وكبار السن من أهالى المنطقة».

تطوير عزبة الهجانة بدأ بالفعل وذلك فى إطار سياسة الدولة لتطوير المناطق العشوائية والعناية بقاطنيها وربطها بالمحاور الرئيسية عن طريق توسعة محور رئيسى بها يكون بديلًا عن الممرات الضيقة التى يستخدمها المواطنون، مما يسهم فى إنهاء الزحام الشديد وينظم مداخل ومخارج المنطقة ويسمح بدخول عربات الإطفاء والإسعاف وكذلك مرور النقل الثقيل، وذلك بالإضافة إلى ما قامت به الدولة من رفع كفاءة كافة الخدمات الأساسية والبنية التحتية بالمنطقة، وتجهيز وطلاء واجهات المبانى، وإنشاء موقف حديث لوسائل النقل العام والسيارات لتسهيل حركة المواطنين اليومية خاصة بعد إزالة الإشغالات وتوفير محلات جديدة للباعة الجائلين. كما تم نقل آلاف المواطنين من الأسر المقيمة فى مناطق غير آمنة وخطرة أسفل خطوط الضغط العالى الكهربائية بعزبة الهجانة إلى مدينة أهالينا لتسكين الأهالى فى وحدات سكنية كاملة التشطيبات بها كل الاحتياجات من الأثاث والمفروشات والأجهزة الكهربائية والمنزلية وجميع احتياجاتهم داخل تجمع سكنى حضارى لائق يتوفر به كافة المرافق والخدمات، ليتغير واقع الحياة المعيشية والاجتماعية والسكنية للأفضل لتلك الأسر والمواطنين.

الجديد فى تطوير عزبة الهجانة سيكون كالآتى:  أولا: ستتم إزالة ٥١٦ عقارا، بإجمالى ١٤١١ أسرة للعقارات المقامة أسفل خطوط الضغط العالى والتى تتعارض مع إقامة محور الوفاء والأمل بمنطقة عزبة الهجانة. ثانيا: تم تسكين 993 أسرة منهم حتى الآن بمساكن أهالينا ٢ بحى السلام فى شقق مؤثثة ومزودة بكافة الخدمات. ثالثا: تمت حتى الآن إزالة 473 منزلا مقاما بطريقة غير آمنة أسفل خطوط الضغط العالى، والتى تمثل خطورة كبيرة على الصحة العامة. رابعا: محور الوفاء والأمل الذى سيتم إنشاؤه يعد واحدا من أهم المحاور التى ستتم إقامتها بمنطقة مدينة نصر حيث سيربط مدينة نصر بطريق السويس والطريق الدائرى من محور مصطفى النحاس، ويبدأ من المنطقة الحرة الاستثمارية مرورا بخطوط الضغط العالى وسوق السيارات داخل عزبة الهجانة ليتم ربطه بمحور الشهيد إلى أن يصل لطريق السويس. خامسا: إنشاء تلك المحاور يأتى فى إطار جهود الدولة لتحقيق السيولة المرورية والتخفيف عن المواطنين، حيث سيختصر رحلة الذهاب والعودة بين مدينة نصر وطريق السويس بشكل كبير. سادسا: المنطقة كانت تشكل خطورة على قاطنيها الأمر الذى دفع القيادة السياسية لتنفيذ إخلائها على الفور ونقل جميع قاطنيها لوحدات آمنة من المشروعات السكنية الجديدة بنطاق محافظة القاهرة. سابعا: تم إزالة منازل مقامة بطريقة غير آمنة بالقرب من خطوط الكهرباء الهوائية حيث إن هذه المنازل تمثل خطورة على السكان وجارٍ تحويل خطوط الكهرباء إلى أرضية بمعرفة شركة نقل الكهرباء وسيتم إنشاء محور مرورى يربط بين محور الشهيد والطريق الدائرى مرورا  بعزبة الهجانة المعروف بمحور الوفاء والأمل". ثامنا: وجه الأهالى المنقولون الشكر للقيادات السياسية فى الدولة وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤكدين أنهم فى هذه الوحدات الجديدة يشعرون وكأنهم "اتولدوا من جديد". تاسعا: الوحدات السكنية الجديدة كاملة التشطيب ومجهزة بكامل الأثاث وتتكون من ٣ غرف. عاشرا: الأعمال الجارية لتطوير وتوسعة شارع جديد ستسهم فى تخفيف العبء على الشوارع الضيقة التى يمرون بها وينهى الزحام الشديد بسبب العشوائية والشوارع رغم ضيقها إلا أنها تعمل فى الاتجاهين ». حادى عشر: إزالة كابلات الجهد العالى ودفنها تحت الأرض حتى لا تشكل أى خطر على صحة السكان. ثانى عشر: العمل على تطوير المنطقة وتزويد المجتمع بالخدمات الأساسية وربطها بالأحياء المختلفة. ثالث عشر: بناء طريق بديل للوصول للمنطقة بدلا من طريق السويس. رابع عشر: خطط لبناء المدارس والمستشفيات ومحطة وقود، والملاعب الرياضية وغيرها من المرافق اللازمة لخلق "مجتمع نامى". هذا الجهد الهائل معناه أن الشعب انتصر، وأن الدولة تعمل من أجل مواطنيها دون تفرقة، وهو ما يجعلنا نفخر ببلدنا وما يحدث فيه الآن.