لن أمتدح الست أم كلثوم كثيرا كما يفعل كثيرون كلما جاء يوم مولدها أو يوم رحيلها.

مصر,العباس السكرى,العباس السكرى يكتب,زواج,يوم,ام كلثوم

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

العباس السكرى يكتب: فى ذكرى وفاتها الوجه "البشع" لـ كوكب الشرق أم كلثوم

ام كلثوم  الشورى
ام كلثوم

لن أمتدح الست أم كلثوم كثيرا، كما يفعل كثيرون كلما جاء يوم مولدها أو يوم رحيلها، إذ يتبارون فى وصف الست، فهى لا تحتاج إلى هذا المديح.. الأصدقاء والأعداء يشهدون ويقرون ويعترفون إنها المعجزة التى لن تتكرر فى تاريخ الغناء العربى إلى الأبد.. لكن لماذا بقيت أم كلثوم معجزة غنائية؟.. باختصار لأنها ذات شخصية قوية يصعب تكرارها.. ومن يبحث فى حياتها يجد أنها امرأة لا تعترف بالعاطفة ولم يشغل بالها الحب كأخريات، لا تحب الهزيمة وترفض إقحام المشاعر فى العمل.. هى فى الواقع عكس ما كانت تبدو عليه فى المسرح عندما تغنى بمشاعر قد تكون صادقة فى "الأطلال" و"فات الميعاد" و"ثورة الشك" أو"هو صحيح الهوى غلاب".

كوكب الشرق لم يشغلها شىء سوى وصولها للقمة، ووصلت إليها بل وتربعت عليها، لم تلتفت لمنافسة منيرة المهدية (السلطانة) أو فتحية أحمد أو من ظهروا معها، إذ استطاعت أن تأخذ من "السلطانة" محمد القصبجى ورياض السنباطى تميمة نجاحها بسهولة، وبدأت فى تكوين شخصيتها الغنائية.

ربما يكون موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فقط، هو من عملت له الست «ألف حساب»، كونه المنافس الوحيد لها.. وفى عام 1927 كانت الحرب والمنافسة بينهما على أشدها هو يغنى وهى تغنى، هو يحيى حفلا كل أسبوع وكذلك هى، منافسة أم كلثوم لعبد الوهاب كان يعرفها الجميع واستخدمت الست فيها جميع أسلحتها لخطف الأغانى من عبد الوهاب، لتبقى فى القمة، فمثلا عندما كتب شاعر الشباب أحمد رامى «أغنية سهران لوحدى» خصيصا لمحمد عبد الوهاب ولحن جزءا كبيرا منها، ضغطت الست على رامى ليأخذها من عبد الوهاب وتغنيها هى ورضخ الشاعر للست بأمر الحب وأخذ الأغنية من صديقه وأعطاها لأم كلثوم التى كلفّت رياض السنباطى بتلحينها.. أيضا لحّن موسيقار الأجيال طقطوقة تقول كلماتها: "قال إيه حلف ما يكلمنيش.. ده بس كلام والفعل مافيش"، وطلب من الست غناءها لكنها رفضت، وقدمت مذهبها للموسيقار محمد القصبجى ولحنها وسجلتها الست فى شركة أسطوانات «جرامافون».

للست مواقف لا تعترف فيها بالعاطفة ولا الحب، فبعد عقد قرآنها بالموسيقار محمود الشريف، انهار محمد القصبجى من لوعة الحب، فالرجل الذى وضع قلبه وعقله ونفسه تحت إمرة «الست»، لم يكن يتخيل أن تكافئه ذات يوم بتجاهل عاطفته، حيث دفعه حبه لأم كلثوم أن يذهب يوميًا لمنزلها والبقاء أمامه مختفيًا من بعيد يراقب بقلب عاشق وعقلية طفل ماذا تفعل «الست»، وكيف تقضى يومها مع زوجها محمود الشريف، وأم كلثوم كانت على علم بما يفعله القصبجى.

وذات مرة خرجت «الست» مع محمود الشريف فى سيارتهما الخاصة لقضاء يوم خارج المنزل، واستأجر القصبجى «تاكسى أجرة» ليراقبهما من شدة الغيرة، وعندما رأته أم كلثوم يسير خلفهما قالت للشريف: «خلينا نلف شوارع مصر كلها، وهو ورانا علشان نحرق قلبه على الـ5 جنيهات اللى هيدفعها»، وظلت سيارة الست تجوب فى شوارع القاهرة، والقصبجى وراءها فى «التاكسى»، كما سرد تلك الواقعة الكاتب الكبير سعيد الشحات فى كتابه «أم كلثوم وحكام مصر».

وبعيدًا عن الحالة التى ألمت بالموسيقار محمد القصبجى، والشاعر أحمد رامى بعد زواج أم كلثوم، ظل الاثنان يتباريان فى حبها، ورحل القصبجى عام 1966 ولم يتبق منه على مسرح كوكب الشرق سوى «الكرسى» الذى كان يجلس عليه خلال العزف فى وصلاتها الغنائية.. هكذا كانت أم كلثوم بها شىء ما تخدعك ولا تخدعها بل تعشقها أكثر.