ماذا قال عن الرئيس السيسى للقادة الأجانبوما سر قيادته لتيار التجديد داخل الكنيسة..ومتى تنتهى مؤامرات أصحاب ا

يوم,أمريكا,الأولى,البابا تواضروس,قانون,الوزراء,المواطنة,الإسكندرية,ماكرون,الخارجية,مصر,الحكومة,كورونا,حب,عيد الميلاد المجيد,شيخ الأزهر,فيروس,أعياد الميلاد,تصوير,الأمن القومى المصرى

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب : "ظل المسيح " كيف هزم البابا تواضروس الجماعة الإرهابية؟ ولماذا أصر على مواجهة «أهل الشر»؟

الكاتب الصحفى محمود الشويح - صورة أرشفية  الشورى
الكاتب الصحفى محمود الشويح - صورة أرشفية

ماذا قال عن الرئيس السيسى للقادة الأجانب؟

وما سر قيادته لتيار التجديد داخل الكنيسة؟..

ومتى تنتهى مؤامرات أصحاب العقول المتحجرة ضده ؟

لا أنكر أننى من المتيمين بحب قداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وكنت أول من أطلق عليه  "قديس الوطن "  فما سطره من مواقف خلال السنوات الماضية جعله  معشوق المصريين جميعا فكما يعتبرون شيخ الأزهر إماما لكل المصريين يعتبرون بابا الكنيسة بابا لكل المصريين.

ولا شك أن إلغاء احتفالات أعياد الميلاد المجيد أثبتت أن البابا تواضروس يمارس  دوره كزعامة دينية وطنية فى توعية المصريين بضرورة الحفاظ على الوطن وتفضيل مصالحه العليا على مصالحهم الشخصية حتى لو كانت مناسبة دينية حيث ترأس البابا  قداس عيد الميلاد المجيد بكنيسة التجلى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون وسط اجراءات احترازية مشددة، بمشاركة عدد محدود من الشمامسة إلى جانب عدد من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مثلما فعل فى عيد القيامة المجيد دون حضور شعبى، وهو ما جعل الاقباط يدعون لله بأن يرفع الوباء  .

لقد اعتبر قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن قرار غلق الكنائس قرار صعب، ولكنه ضرورى من أجل سلام الناس، مضيفا: لم يكن أحد يتخيل أن يأتى يوم وتغلق فيه الكنائس، ولكن هذه الإجراءات التى تتخذها الكنيسة يجب أن تقابل بالصبر من أجل وقاية الجميع. لم يكتف البابا بذلك فقط  بل كان له دور كبير فى توعية المصريين حيث بعث عدة رسائل للمصريين والأقباط خلال الأيام الماضية  حيث قال :  لا يوجد شىء أغلى للإنسان سوى صحته، والطب بكل عناصره مسئول عن صحة الإنسان، وعندنا وزارة صحة نشيطة ووزيرة صحة نشيطة وأطقم طبية نشيطة، موجّها تحية كبيرة للقطاعات الصحية لأنهم فى المواجهة: "ربنا يعينكم ويحفظكم ويبارك فى تعبكم ويعوضكم فى الخير، وبدوركم وبتعبكم ربنا هيزيح الكورونا". لقد سخر البابا جهود الكنيسة لمساندة الدولة فى مواجهة الجائحة وأشاد بنجاح القيادة السياسية فى محاصرتها وقال للرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة قال فيها: "أقوله أنت مايسترو شاطر فى إدارة أزمة فيروس كورونا، لأن أى أزمة بتيجى فجأة وكون إننا مستعدين بهذه الصورة وحتى الهيئات العالمية قدرته، فبنشكره".  وأضاف البابا تواضروس، أن مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، حريص على المتابعة المستمرة الميدانية والدائمة وإصدار القرارات المناسبة للموقف أيضا أمر جدير بالتقدير والاعتزاز.

إن موقف البابا من جائحة كورونا يعد واحدا من المواقف العظيمة التى لن ينساها له شعب مصر فالقديس له العديد من  المواقف الوطنية المستنيرة التى حفظت  للوطن بمسلميه وأقباطه وحدته حيث تصدى لمن يريدون النيل من عناصر قوته فقداسته يتفق مع الرئيس السيسى فى أن وحدتنا الوطنية هى سلاحنا فى كل معاركنا هى الجبهة الصلبة التى حمت ظهر  الوطن فى مواجهة أهل الشر الذين لا يفرقون بين مسلم ومسيحى .

البابا والرئيس

الحقيقة أن الكيميا المشتركة التى تربط بين البابا تواضروس والرئيس السيسى كانت نقطة فارقة فى علاقة جديدة بين الكنيسة والدولة قائمة على أن مصلحة الوطن هى الأبقى وأن مصر للجميع  لا فرق بين مسلم ومسيحى  وهو ما  لم تشهده العلاقة  بين الكنيسة ومؤسسة الرئاسة طوال عهدهما فالرئيس السيسى  منح الكنيسة أكبر كاتدرائية فى مصر والشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتوجيهات الرئيس ببناء الكنائس فى المدن الجديدة، مثل المساجد، وتحقيق المواطنة الحقيقية، وتولى الأقباط المناصب العليا فى مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء والمحافظين، وصدر فى عهده أول قانون لبناء الكنائس فى تاريخ مصر، ووجّه بصدور قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين، وهو من أكد من قلب الكنيسة: "أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى، وأنه لا يحب إلا أن يطلق على الجميع لفظ المواطنين المصريين".

لا شك أن مفاجأة الرئيس السيسى للجميع بزيارة الكاتدرائية لأول مرة خلال قداس عيد الميلاد عام 2015، ليهنئ البابا والأقباط، فى واقعة لم تحدث إلا فى عهد الرئيس الراحل محمد نجيب عقب ثورة 1952 والتى تحولت إلى حدث سنوى كل عام قد أثبتت للجميع أنه رئيس كل المصريين وأكدت للأقباط أن مصر " وطن الجميع ". لقد قال البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى حديث تليفزيونى منذ أيام  إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للكاتدرائية فى قداس عيد الميلاد يناير 2015 كانت مفاجأة للجميع وكان لها تأثير كبير وفرح عم جموع الشعب المصرى .. مشيرا إلى  أن الأقباط فى أمريكا تلقوا خبر زيارة الرئيس السيسى لنا فى القداس بحفاوة بالغة فلم يكن أحد منهم يصدق تلك الزيارة حتى تناقلتها وكالات الأنباء كخبر عاجل. وتابع: "نحن بحاجة ماسة للبعد الإنسانى فى حياتنا وهو ما فطن له الرئيس وتعامل به مع الجميع وهناك إنجازات عديدة فى الصناعة والطاقة والبناء".

ولا يستطيع أحد أن ينكر أن البابا تواضروس صار واحدا من أهم أعمدة دعم الدولة والرئيس السيسى فهو الذى قال  فى أكثر من لقاء بأن يد لله هى التى اختارت الرئيس السيسى، مشيداً بـ«السيسى»، قائلاً: "نشأ وتربى تربية مصرية سليمة ومنفتحة ويمتلك رؤية ملتزمة ومتوازنة، كما أن أقباط مصر أصبح لهم دور وتأثير خلال فترة حكمه".

ولا ننسى أنه عندما اشتعلت المؤامرات ضد الرئيس السيسى والدولة المصرية خرج البابا تواضروس يواجه العالم دفاعا عن مصر وأصدرت الكنيسة بيانا قالت فيه  :  تتابع الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية بمزيد من الاهتمام التطورات التى تمر بها المنطقة والتحديات التى تواجه الدولة المصرية . وتعلن الكنيسة دعمها الكامل لجميع الخطوات التى تتخذها الدولة لحماية حدودها والدفاع عن الأمن القومى المصرى . وتثمن الكنيسة حرص مصر الدائم على التمسك بالمسارات الدبلوماسية للحفاظ على حقوقها الشرعية والتى لم تفرط فيها مصر يوما . كما تعرب الكنيسة عن دعمها الكامل للقوات المسلحة المصرية التى قدمت عبر التاريخ القديم والحديث نموذجا مشهودا له فى التضحية والبطولة . أن الكنيسة القبطية كمكون أساسى من المجتمع المصرى تدعو الجميع إلى الاصطفاف جنبا إلى جنب مع الدولة المصرية وقياداتها الحكيمة وقواتها المسلحة الباسلة لمواجهة كافة التهديدات والتحديات ؛ لتبقى مصر دوما فى أمن وسلام وأمان. لقد كون البابا انطباعاته الشخصية عن شخصية الرئيس قائلا: حينما كان السيسى وزيرًا للدفاع ذهبت مع وفد من الكنيسة للقائه وكان مُحددا للقائل نصف ساعة بينما تخطى الساعتين، مؤكدا أن اللقاء شهد حالة تفاهم كبيرة بينهم وبين وزير الدفاع، وتعرفوا فى الكنيسة على طريقة تفكيره وشرحه للأحداث فى مصر ومعرفته بدقائق طبيعة الواقع فى مصر وقتها.

أكد البابا  أن الرئيس السيسى لديه قدرة كبيرة على عرض القضايا فى شكل أرقام وأحداث ويتسم بالهدوء الشخصى ويحرص على أن تجمعه علاقات طيبة مع كل المصريين، موضحا أن الانطباع الأول عن الرئيس السيسى كان جيدا والوفد الكنسى الذى ضم كل قطاعات ونوعيات الكنيسة كان سعيدا بفرصة الحوار الكبير والنظرة الشاملة، مؤكدا أن النظرة الأولى ساعدت فى أمور كثيرة فيما بعد خاصة مع صعوبة هذه المرحلة. وتابع : "أنا والرئيس عبدالفتاح السيسى من مواليد شهر نوفمبر، والفارق بيننا فى السن عامان وأسبوعان، والبعض قد يُرجع وجود تقارب وود لتلك الأسباب، وهى نعمة من عند لله". البابا وثورة 30 يونيو.

إننى أعتبر البابا تواضروس واحدا من أهم سفراء الدفاع عن ثورة 30 يونيو فى الخارج  الذين فندوا أكاذيب الجماعة الإرهابية وأهل الشر وأثبت للرؤساء والسفراء الأجانب أنها ثورة شعبية ضد الحكم الدينى، ساندتها القوات المسلحة، وليست انقلاباً على حكم مدنى ديمقراطى كما صورها  الإخوان وأنصارهم فى العالم الخارجى.

 ولا أبالغ حينما أقول إن البابا نواضروس حول  الكنائس القبطية فى الخارج إلى  سفارات شعبية لمصر تدافع عنها فى مواجهة كل من تسول له نفسه ترويج الأكاذيب والمعلومات المغلوطة  كما أن  مصر دائماً حاضرة فى زيارات البابا الخارجية عقب 30 يونيو 2013 خلال تلك الزيارات بشّر البابا بمصر ومستقبلها والإصلاحات التى تتم والمشروعات القومية التى تشيَّد، مطالباً العالم بمساندة جهود الحكومة المصرية فى خطواتها للبناء، قائلاً إن قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمصر تعتمد على أن تبدو مصر وحدة واحدة، وتبتعد عن الانقسام والتفتت، لأنه كفيل بأن يدمر المجتمعات فى وقت قصير.

الصدام مع ماكرون

إن الحوار الذى دار بين البابا تواضروس والرئيس الفرنسى  ماكرون عند زيارته للكاتدرائية فى يناير 2019 أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن مصر تعيش فيه وأنها حاضرة فى لقاءاته مع الزعماء الأجانب  حيث فند كل الأكاذيب التى طرحها الرئيس الفرنسى ماكرون حينما استفسر  من قداسته عن وجود أزمات أو قلق يعترى أقباط مصر، فرد البابا عليه قائلا : بأكد لك معندناش مشكلة اختلاف...عندنا حاجة اسمها بيت العيلة بتنظم بين الكنيسة والأزهر والشيخ الطيب راجل فاضل...إحنا فى مصر محتاجين مستشفيات ومدارس لأن عندنا زيادة سكانية ودى تبقى المساعدة اللى تقدروا تقدموها، وأكمل قائلا: احنا معندناش حاجة اسمها اختلاف أصلا. ولو واجهنا أى مشاكل بنحلها بالحوار.

البابا والمعارضة يوما بعد الآخر يثبت البابا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذكسية أنه يحكم قبضته على الكنيسة ليس بالحديد والنار لكن بحب وعشق الأقباط له فهذا القديس الديمقراطى لم يكن يوما ديكتاتورا فكل قراراته تأتى بالتشاور مع المجمع المقدس لذلك فشل كل معارضيه فى النيل من قداسته وتوحد الأقباط خلفه لاستكمال مسيرة الإصلاح الكنسى التى بدأها منذ تجليسه على الكرسى البابوى .

لقد تعرض البابا للعديد من المؤامرات للإطاحة به من منصبه عبر تحريض الأقباط لكنه أدار المعركة بكل بحكمة القديس وترفع عن منازلة الصغار وتجلت أبوته عندما قال فى حوار صحفى :  أملك أدلة ومستندات ضد من يهاجموننى ويشوهون الكنيسة ولكن لا ألجأ للقضاء حتى يرجعوا ويتوبوا عن أفعالهم ؛ وللأسف هناك من يضطهد الكنيسة بإفراط وأصلى من أجلهم .. اللى يشتم أبوه وأمه ... يبقى فيه خير! "

إن هؤلاء الموتورين حاولوا الوقيعة بين البابا والمجمع المقدس وزعموا أن هناك تحركات ضد البابا من أعضاء المجمع غير أن  المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حسم المعركة وأكد  أن مجمع الكنيسة مجمع مستنير لا يقوم بمثل هذه الأعمال، ولذلك أقول إذا كان هناك تحرك فأين هو؟ وماذا ينتظرون؟ ولذلك أؤكد أنه لا يوجد مثل هذه التحركات بل بالعكس أعلم أن أعضاء المجمع يتمتعون باستنارة وروحانية تجعلهم يحافظون على وحدة الكنيسة بكل قوة، معربا عن رفضه لهذه الأقاويل التى تسيء إلى مجمع الكنيسة نفسه. وتابع قائلا، "إن كل هذا الكلام فقاعات فى الهواء لا تؤثر فى الكنيسة لأنه مرت بها أحداث كثيرة مثل هذه، ولم تؤثر فيها مستشهدا بعبارة "يا جبل ما يهزك ريح"، منوها إلى أن هذا الكلام المرسل أظهر مدى حب الشعب والمجمع لقداسة البابا تواضروس الثانى وكانت فرصة للجميع أن يظهروا محبة الناس لقداسته". وطالب المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية جموع الشعب القبطى بضرورة التعامل مع المعلومات التى تخص الكنيسة عبر الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقنواتها الثلاث الرسمية، وعدم التعامل مع أى من الوسائل الإعلامية أو صفحات التواصل الاجتماعى التى لا عمل لها سوى الإساءة إلى كنيستنا القبطية العريقة وإلى بطريركنا المحبوب قداسة البابا تواضروس الثانى ومجمعها المقدس.

إننى من خلال متابعتى الدقيقة لمسيرة هذا " المصرى النبيل "  أستطيع أن أقول إنه واحد من الأعمدة التى حمت مصرنا الغالية من السقوط فقد تولى منصبه فى ظروف حاولت فيها الجماعة الإرهابية اختطاف الوطن بمؤامرات نشر الفتنة لكن وقوفه كالجبل الراسخ فى وجوههم أفشل مخططاتهم وأثبت أنه وطنى حتى النخاع يفضل مصالح بلاده العليا ولا يهتم بالذين يحاولون الوقيعة بين الأقباط والدولة لأن قداسته يدرك أن الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه الحكم لم يفرق بين المصريين.